قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية إن مواطناً أمريكياً أصيب في شمال كاليفورنيا بفيروس كورونا دون أن يسافر إلى المناطق المنتشر فيها الفيروس، أو يتصل بأيِّ شخصٍ من المعروف أنَّه مصاب بالعدوى، وهي أول علامة على أن المرض ربما ينتشر داخل المجتمع الأمريكي دون معرفة مصدره، حسبما ذكرت مؤسسة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، مساء أمس الأربعاء 26 فبراير/شباط 2020.
غير أنَّ كيفية وصول الفيروس إلى هذا الشخص ما زالت مجهولة.
تفاصيل أكثر: مؤسسة مراكز مكافحة الأمراض ذكرت في بيانٍ لها: "من الممكن أن يكون هذا مثالاً على انتشار فيروس كوفيد-19 داخل مجتمعٍ دون معرفة مصدر العدوى، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا في الولايات المتحدة". فيما لم تستبعد المؤسسة "احتمالية تعرُّض المريض للعدوى من شخصٍ مُصاب عائدٍ من السفر".
لكنَّ سلطات ولاية كاليفورنيا وصفت الإصابة بأنَّها أول حالةٍ لانتشار المرض داخل مجتمعٍ ما دون معرفة مصدر العدوى. وتجدر الإشارة إلى أنَّ صحيفة The Washington Post الأمريكية كانت أول من أشار إلى ظهور هذه الحالة.
أما مديرية الصحة العامة في كاليفورنيا، فأفادت في وقت سابق بأن الحالة لشخص من سكان مقاطعة سولانو. ويُعالَج حالياً في مركز UC Davis Medical Center الطبي.
تجدر الإشارة إلى أنَّ اثنين من مسؤولي هذا المركز قد أرسلا رسالةً بريدية إلكترونية إلى الموظفين يوم أمس الأربعاء تفيد بأنَّ المريض وصل إلى المركز في 19 فبراير/شباط الجاري، لكنَّه لم يُفحَص حتى يوم الأحد الماضي 23 فبراير/شباط، بالرغم من إرسال طلبٍ عاجل إلى مؤسسة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
فيما وصل المريض من مستشفى آخر في شمال كاليفورنيا، حسب ما جاء في الرسالة التي أرسلها ديفيد لوبارسكي، نائب مستشار علوم الصحة البشرية، وبراد سيمونز، الرئيس التنفيذي المؤقت.
ماذا يعني ذلك؟ في هذا الصدد، قالت جينيفر نوزو، أستاذة علم الأوبئة والباحثة البارزة في مركز Johns Hopkins Center for Health Security، إنَّه في حال تأكُّد أنَّ الإصابة الأخيرة تُمثِّل "انتشار المرض داخل المجتمع دون معرفة مصدر العدوى، فذلك سيؤكِّد ما كنا نخشاه منذ فترة طويلة: وهو أنَّ هناك احتماليةً كبيرة بالفعل لوجود حالاتٍ مصابة بالفيروس في هذا البلد، وأنَّ الفيروس ينتشر دون أن اكتشافه. وهذا يقتضي اتخاذ إجراءات مراقبة مُوسَّعة حتى نعرف عدد المصابين الآخرين وكيفية التعامل مع ذلك".
ومن جانبها قالت مؤسسة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها إنَّ الحالة "اكتُشِفَت من خلال نظام الصحة العامة في الولايات المتحدة على يد أطباء إكلينيكيين بارعين". واكتفت المؤسسة بالإشارة إلى أنَّ الشخص يعيش في ولاية كاليفورنيا.
أخر تطورات كورونا في أمريكا: لا شكَّ أنَّ انتشار المرض داخل مجتمعٍ ما دون معرفة مصدر العدوى سيُمثِّل منعطفاً كبيراً نحو الأسوأ في المعركة ضد الفيروس. فحتى الآن، يوجد في الولايات المتحدة 60 حالة إصابة معروفة، من بينها 59 شخصاً سافروا إلى آسيا أو كانوا على اتصالٍ وثيق بأشخاص سافروا إلى هناك. وقد أصيب أغلبهم، 42 شخصاً، بالفيروس في أثناء خضوعهم للحجر الصحي على متن سفينة "أميرة الألماس" حين كانت موجودة قبالة سواحل اليابان.