قالت شركة رأس مال مُخاطِر إسرائيلية رائدة، الأربعاء 26 فبراير/شباط 2020، إنّها عيّنت مبعوث إدارة ترامب السابق إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات في منصب مُطوّر أعمالٍ بالمنطقة. وأوضحت شركة OurCrowd أنّ المُحامي السابق لدونالد ترامب سيُؤدي دور الشريك المسؤول عن "تكوين العلاقات في منطقة الشرق الأوسط"، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة Washington Post الأمريكية.
كان غرينبلات مُهندس خطة ترامب التي أُعلِنَت مُؤخراً للشرق الأوسط، والتي صبّت في مصلحة الإسرائيليين بنسبةٍ كبيرة. وكان يشغل منصب ممثّل البيت الأبيض الخاص في المفاوضات الدولية حتى استقالته في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019.
غرينبلات قال لوكالة Associated Press الأمريكية، إنّ تركيزه سينصب على تنمية الاستثمارات من السعودية والإمارات وقطر والبحرين، فضلاً عن أنّها ستكون من المستثمرين الرئيسيين في التنمية الاقتصادية المُدرجة على خطة إدارة ترامب للشرق الأوسط.
كما أردف غرينبلات قائلاً: "آمل أن أستطيع استغلال المنصة التي أملكها لتشكيل حلقة وصلٍ بين إسرائيل والخليج بطريقةٍ تُواصِل الزخم الذي شهدناه على مدار السنوات الثلاث الأخيرة. إذ تتعاون تلك الدول معاً في مجال الأمن إلى حدٍّ ما. فضلاً عن وجود تبادلٍ تجاري على أضيق النطاق، كما يعلم الجميع؛ وهو ما يدفعني إلى اعتقاد أنّنا سنشهد تأثيراً أكبر".
شركة OurCrowd منصةٌ إسرائيلية تسمح للأفراد الأثرياء باستثمار مبالغ صغيرة في الشركات الناشئة التي يُجمَع تمويلها بالتعاون مع مُستثمرين أصغر، على غرار التمويل الجماعي في شركات رأس المال المُخاطِر. ومنذ تأسيسها في عام 2013، تقول الشركة إنّها جمعت 1.4 مليار دولار من الأصول لـ200 شركة و20 صندوق تمويل، وغالبيتها إسرائيلية الجنسية.
بينما قال مُؤسِّس OurCrowd جون ميدفيد، في تصريحٍ له، إنه يتوقع أن يُمثِّل غرينبلات إضافةً "لفتح عالمٍ جديد من الفرص أمام ملف أعمالنا الذي يتضمّن أكثر من 200 شركة و20 صندوق تمويل".
في حين تحدّث غرينبلات خلال مؤتمر OurCrowd السنوي بالقدس، في وقتٍ مُبكِّر من الشهر الجاري. وقالت الشركة إنّ قمتها في فبراير/شباط عام 2020، ستتضمّن مُشاركين من أنحاء العالم العربي كافة. وقال غرينبلات إنه سيكون مقيماً في نيويورك، لكن وظيفته "ستتضمّن دون شك، قدراً كبيراً من السفر إلى المنطقة".
كشف ترامب عن "صفقة القرن" المُنتظرة منذ وقتٍ طويل، الشهر الماضي، في واشنطن. وانحازت الخطة إلى إسرائيل في غالبية نقاط النزاع الرئيسية، لذا رفضها الفلسطينيون صراحةً.
إذ تمنح الخطة إسرائيل السيادة على أجزاءٍ كبيرة من الضفة الغربية، ولا تُحقِّق الحلم الفلسطيني بدولةٍ مُستقلة مُطلقاً. وتدعو بدلاً من ذلك إلى منحهم حكماً ذاتياً محدوداً في مساحاتٍ مُتفرّقة من الأراضي، وذلك بشرط استيفائهم مجموعة صارمة من المطالب.
وقال غرينبلات إن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين والعالم العربي إجمالاً "كانا أمرين مرتبطين دائماً، ولكن هذا الارتباط لن يدوم إلى الأبد بالضرورة. وفي حال لم يُشارك الفلسطينيون في رؤية ترامب للسلام، فأنا أعتقد أننا سنشهد تحركات جديدة بين إسرائيل وبقية المنطقة".