طلبت روسيا من تركيا السماح للسوريين النازحين من محافظة إدلب بالعبور بسلام إلى مناطق تسيطر عليها قوات نظام الأسد، وقالت إن انتشار أخبار عن نزوح مئات الآلاف باتجاه الحدود السورية-التركية غير صحيحة، في الآن نفسه، يطالب أعضاء بالكونغرس بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا ونظام الأسد بسبب الغارات الجوية التي يقومون بشنها على المدينة شمال غربي سوريا، بينما تدعو دول أوروبية على رأسها ألمانيا وفرنسا روسيا لوقف فوري للاشتباكات.
روسيا تنفي تقارير النزوح: قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة 21 فبراير/شباط 2020، إن تقارير تحدثت عن فرار مئات الآلاف من السوريين من إدلب باتجاه تركيا غير صحيحة وحثت أنقرة على السماح لسكان إدلب بدخول مناطق أخرى من سوريا، وجاءت تصريحات الوزارة في بيان، قالت فيه إنها تستخدم الطائرات المسيرة وموارد أخرى لمراقبة الوضع في إدلب، كما اتهمت تركيا بإدخال كم كبير من العتاد العسكري والذخيرة إلى إدلب في الأسابيع الأخيرة.
تهديد بعقوبات أمريكية: بعث أعضاء الكونغرس الأمريكي، برسالة لوزير الخارجية، مايك بومبيو، الخميس 20 فبراير/شباط، لمطالبته بفرض عقوبات اقتصادية على كل من نظام بشار الأسد، وروسيا. وقد نشر الموقع الإلكتروني للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، نص الرسالة التي وجهها رئيس اللجنة المذكورة، إليوت إنجل، وعضوها، مايكل ماكول، للوزير، وورد فيها أن "الغارات التي شنتها روسيا، ونظام بشار الأسد، وإيران وحزب الله، على إدلب تسببت في مقتل 1730 مدنياً منذ أبريل/نيسان 2019 وحتى الآن، مطالبة الوزير بفرض عقوبات اقتصادية وضغوط دبلوماسية على روسيا والنظام".
فيما أضافت الرسالة: "سبق وأن تم توثيق قيام روسيا بقصف المستشفيات مراراً في انتهاك للمعايير الدولية، ومهاجمة العاملين في مجال الصحة بسوريا على مدار سنوات"، مضيفةً: "لذلك، نطلب منك تسليط الضوء على هذه الأفعال البغيضة في المحافل الدولية، وإعطاء الأولوية لتحميل روسيا مسؤولية جرائم الحرب التي ارتكبتها"، كما أوضحت أن نظام الأسد يواصل قتل الأبرياء، وتدمير البنية التحتية المدنية، وأن بعض الشركات تحاول الدخول في مناقصات إعادة الهيكلة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
دعوات لروسيا للتهدئة: دعا كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إنهاء "فوري" للاشتباكات في محافظة إدلب السورية.
جاء ذلك في اتصال هاتفي مشترك، بحسب بيان صادر عن المتحدث باسم الحكومة الألمانية، ستيفن سيبرت، الخميس.
سيبرت أكدت أن ميركل وماكرون أعربا عن قلقهما البالغ حيال الأوضاع الإنسانية الكارثية في إدلب، ودعوا بوتين إلى إنهاء "فوري" للاشتباكات فيها، وطالبت ميركل وماكرون بضرورة السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في المنطقة، وبيّن سيبرت أن المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي، أبديا استعدادهما للقاء بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بغية إيجاد حل سياسي في إدلب.
نزوح مئات الآلاف: في مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلهم إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري. ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في يناير/كانون الثاني 2020، إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شنّ هجماتها على المنطقة.
وقد أدت الهجمات إلى مقتل أكثر من 1800 مدني، ونزوح أكثر من مليون و300 ألف آخرين إلى مناطق هادئة نسبياً أو قريبة من الحدود التركية، منذ 17 سبتمبر/أيلول 2018، وفق إحصاءات منظمات حقوقية على رأسها منظمة الأمم المتحدة.