قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيتحدث هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الجمعة 21 فبراير/شباط 2020، وسيقرر بناء على تلك المحادثة موقف تركيا إزاء الصراع العسكري بمنطقة إدلب في شمال غرب سوريا. وأضاف أردوغان قائلاً للصحفيين إن الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية اقترحا عقد قمة رباعية مع روسيا، لكن بوتين لم يرد بعد.
سياق الحدث: من المنتظر أن تكون نتائج المحادثات الهاتفية بين أردوغان وبوتين حاسمة في مستقبل الوضع الميداني في محافظة إدلب السورية، خاصة بعد فشل الاجتماعات التي عُقدت سواء في موسكو أو أنقرة بين ممثلين عن البلدين لاحتواء الوضع وتجنب التصعيد في سوريا.
ماذا قال أيضاً؟ رجب طيب أردوغان كرر موقفه بأن تركيا لن تسحب قواتها من إدلب، ومضى قائلاً إن تركيا مستمرة في العمل على إقامة مأوى يضم النازحين السوريين في "منطقة آمنة" بعمق يتراوح بين 30 و35 كيلومتراً في سوريا على الحدود مع تركيا.
كما أعلن الرئيس التركي عن اقتراح للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، من أجل تنظيم قمة رباعية (تركية، روسية، ألمانية، فرنسية) حول سوريا في مدينة إسطنبول بتاريخ 5 مارس/آذار المقبل.
بينما أشار الرئيس التركي إلى أن الرد حول القمة لم يأتِ بعد من نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وبيّن أن ميركل وماكرون طالبا بوتين بإقرار وقف إطلاق نار صارم في إدلب، ولا أستطيع القول بورود الجواب المنتظر من موسكو على هذه الدعوة حتى الآن.
فيما كشف عن "تحييد نحو 150 عنصراً من قوات النظام السوري وفقاً لآخر المعلومات الواردة". كما أعلن تدمير 12 دبابة و3 عربات مدرعة و14 مدفعاً وعربتي دوشكا في إدلب.
نظرة عامة: الوضع الميداني في إدلب وصل إلى درجة صعبة جعلت الأصوات تتصاعد من أجل إيقاف هجمات النظام السوري على المدنيين، إضافة إلى الرغبة في تجنب المزيد من المواجهات العسكرية بين الجيش التركي والمعارضة السورية من جهة، وقوات بشار الأسد من جهة أخرى.
إذ أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على ضرورة إيقاف عدوان نظام الأسد وداعميه في محافظة "إدلب" شمال غربي سوريا.
غير أن إيقاف تقدم قوات الأسد في محافظة إدلب وتجنب الصدام مع الجيش التركي، مرتبط بشكل كبير بمدى ضغط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حليفه الأسد. هذا الأخير يواصل قصفه لمناطق سيطرة المعارضة، مخلفاً مئات القتلى من المدنيين، خاصة النساء والأطفال.
عودة إلى الخلف: في مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في يناير/كانون الثاني الماضي، فإن قوات النظام وداعميه تواصل شنّ هجماتها على المنطقة.
أدت الهجمات إلى مقتل أكثر من 1800 مدني، ونزوح أكثر من مليون و300 ألف آخرين إلى مناطق هادئة نسبياً أو قريبة من الحدود التركية، منذ 17 سبتمبر/أيلول 2018.