كشفت وكالة Associated Press الأمريكية، الثلاثاء 18 فبراير/شباط 2020، أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ناقش مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، تقديم "دعم مالي جوهري" لأديس أبابا، كما تطرقا للنزاع الإثيوبي- المصري بخصوص مشروع سد النهضة.
الوكالة أوضحت أن كبير دبلوماسيي الولايات المتحدة مايك بومبيو ناقش في محطته الأخيرة في إفريقيا الإصلاحات السياسية الجذرية وخطط الولايات المتحدة في تقديم "دعم مالي جوهري" لتعزيز هذه الإصلاحات، حسبما قالت إثيوبيا.
إذ تُعتبر إثيوبيا ثاني أكبر بلد إفريقي من حيث تعداد السكان، حيث يتخطى عدد سكانها 100 مليون نسمة، وهي حليف جوهري للولايات المتحدة في القرن الإفريقي.
كما يتعرّض آبي لضغط متزايد للتمسك بالإصلاحات الجذرية التي جعلته يفوز بجائزة نوبل العام الماضي. فبعد أن تولى آبي منصبه في 2018، أنهي سريعاً حالة الطوارئ، وأفرج عن السجناء السياسيين ورحّب بعودة مجموعات المعارضة من المنفى إلى الوطن.
لكن اختباراً كبيراً ينتظره في أغسطس/آب القادم، في الانتخابات التي أقسم مراراً أن تكون حرة وعادلة. ويحذر المحللون من أن تخفيفه للإجراءات القمعية أطلق العنان للنزاعات القديمة بين المجموعات العرقية التي تزيد عن 80 مجموعة في البلاد. وقد كانت الاشتباكات دموية في بعض الأحيان.
قال بومبيو للصحفيين في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا: "ستُظهر الانتخابات الحرة والموثوقة أن الجميع لهم صوت". وقال وزير الخارجية الإثيوبي جيدو أندارجاتشو: "ليست لدينا خبرة مع الديمقراطية في الماضي، لكننا نفتح المجال لها بالكامل".
على صعيد آخر، حثّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس وزراء إثيوبيا وحكومته على إيجاد حل سلمي لنزاعهم مع مصر بشأن سد النهضة، الذي قارب على الانتهاء.
تقول إثيوبيا إن السد مهم للمساعدة في إخراج العديد من مواطنيها من دائرة الفقر، بينما تحذر مصر أن امتلاء خزان السد سريعاً في السنوات القادمة سيُهدد حصتها من مياه النيل.
فقد تدخّلت واشنطن للمساعدة في استضافة محادثاتٍ بعد أن حذر آبي من أن بلاده قادرة على حشد الملايين للحرب على قضية السد، لكنها فضلت حل التفاوض السلمي.
قال بومبيو: "لا يزال هناك قدر كبير من العمل، لكنني متفائل أننا سنتوصل إلى حل في غضون الأشهر القليلة القادمة". ويُتوقع التوصل إلى اتفاق نهائي هذا الشهر. وأعلن وزير الخارجية أيضاً أن الولايات المتحدة ستقدم دعماً بمبلغ 8 ملايين دولار للتصدي لوباء الجراد الذي اجتاح إثيوبيا وكينيا والصومال.
يُعتبر بومبيو أول مسؤول من حكومة الولايات المتحدة يزور إفريقيا منذ 18 شهراً. وقد توقف أيضاً في السنغال وأنغولا في زيارتين، هدفتا إلى إعادة تأكيد اهتمام الولايات المتحدة في القارة، التي اتهم الكثيرون إدارة ترامب بإهمالها إلى حد كبير. وتُعتبر الصين، أكبر شريك تجاري في إفريقيا منذ قرون، مصدر قلق كبير للولايات المتحدة.
لدى إثيوبيا روابط تجارية وطيدة مع الصين، التي زاد قربها من بلاد الخليج الثرية على الجانب الآخر من البحر الأحمر. وتوجه العديد من القوى العالمية تركيزها إلى القارة الإفريقية التي تضم 1.2 مليار شخص، الكثير منهم من الشباب.
قال المحللون إن من المهمات الأساسية لبومبيو التصدي للرسائل الصادرة من واشنطن، بينما تنظر وزارة الدفاع (البنتاغون) في قطع المساعدات العسكرية الأمريكية الحالية في إفريقيا، وفي فرض قيود على التأشيرات تستهدف مواطني نيجيريا والسودان وتنزانيا وإرتريا. قال بومبيو للصحفيين: "الأفارقة هم من سيحققون السلام في إفريقيا".