محمد بن سلمان “المفضل له”.. هآرتس: نتنياهو يطلب صورة مع أمير أو ملك عربي قبل الانتخابات

رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو يستعجل الكشف عن علاقات له مع دول عربية، لخدمة مصالحه الانتخابية.

عربي بوست
تم النشر: 2020/02/12 الساعة 15:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/12 الساعة 15:30 بتوقيت غرينتش
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان/ رويترز

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأربعاء 12 فبراير/شباط 2020، إن رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو يستعجل الكشف عن علاقات له مع دول عربية، لخدمة مصالحه الانتخابية. وأوضحت الصحيفة أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يتصدر قائمة نتنياهو المفضلة في حال نجحت الجهود وعقد الاثنان اجتماعاً عاماً في أي مكان في العالم في أي وقت".

سياق الخبر: تأتي تسريبات الصحيفة الإسرائيلية بعد أيام من الحديث عن إمكانية عقد لقاء يجمع نتنياهو بأكثر من حاكم عربي في مصر برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، قبيل الانتخابات الإسرائيلية، حتى يضمن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته دفعة قوية تدفع به مجدداً لرئاسة الحكومة.

كما تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، في عدة تصريحات، عن "تقارب كبير" بين تل أبيب و "الكثير من الدول العربية"، لكن دون أن يسميها، إلى جانب لقائه المعلن مع رئيس المجلس العسكري السوداني عبدالفتاح البرهان.

صورة أوضح: جاء هذا في تقرير نشرته الصحيفة تحت عنوان "مطلوب ملك أو أمير عربي من أجل صورة انتخابية مع نتنياهو". وأضافت الصحيفة: "عمل رئيس جهاز الموساد (الاستخبارات) يوسي كوهين، ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات، ومساعدو رئيس الوزراء جميعهم، في الأيام الأخيرة، على تنظيم رحلة لنتنياهو إلى دولة عربية قبل انتخابات 2 مارس/آذار المقبل".

حسب "هآرتس"، فإن جهاز "الموساد" هو المسؤول تقليدياً عن العلاقات السرية لإسرائيل مع المنظمات والبلدان التي ليس لها علاقات دبلوماسية معها. وقالت إن رئيس الجهاز، يوسي كوهين، أنشأ أيضاً خلال فترة ولايته وحدة خاصة لإدارة العلاقات مع الدول العربية.

محمد بن سلمان يتصدر القائمة: يتصدر قائمة نتنياهو المفضلة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في حال نجحت الجهود وعقد الاثنان اجتماعاً عاماً في أي مكان في العالم في أي وقت". وأشارت أن نتنياهو يفضل أن يكون الاجتماع قبل الانتخابات، لأنه سيكون بمثابة إنجاز دبلوماسي وأمني له، وإسهام كبير في العلاقات الخارجية لإسرائيل.

كما ذكرت "هآرتس": "تحقيقاً لهذه الغاية يستغل طاقم نتنياهو علاقته الجيدة مع الإدارة الأمريكية ومع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، على وجه الخصوص". وكشفت أن "بومبيو عمل بحماس وراء الكواليس ليس فقط لتمهيد الطريق للقاء بين نتنياهو والبرهان، ولكن أيضاً لإقناع الزعيم السوداني بالموافقة على الظهور في تصوير مشترك".

بينما لفتت أن البرهان رفض ذلك إلا أنه وافق على السماح لنتنياهو بنشر خبر عن الاجتماع، الذي كان في البداية سرياً، تحت ضغط من الوزير الأمريكي. وقالت: "من المحتمل أن يكون الحوار بين نتنياهو ومحمد بن سلمان أفضل وسيلة للإشارة إلى العلاقات الوثيقة التي نشأت في السنوات الأخيرة بين إسرائيل والسعودية".

كما أضافت: "أي شخص يتتبع رادارات المطار من وقت لآخر يمكنه أن يلاحظ الرحلات الغامضة على الطائرات الإسرائيلية الخاصة من مطار بن غوريون الدولي (بتل أبيب) إلى الرياض أو مدينة جدة السعودية". وأشارت الصحيفة إلى تعمد الطائرات الخاصة التوقف في العاصمة الأردنية عمان للتمويه على تحركاتها.

أفادت أيضاً أنه "وفقاً لمصادر أجنبية تتمتع الشركات الإسرائيلية بعلاقات تجارية واسعة في المملكة العربية السعودية، وخاصة في مجال الاستخبارات والأمن السيبراني".

لكن استدركت "هآرتس"، أنه "رغم كل ذلك تبدو فرص عقد قمة بين نتنياهو ومحمد بن سلمان ضئيلة، خاصة بعد نشر تفاصيل صفقة القرن التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

خيارات أخرى: استناداً إلى الصحيفة ذاتها، فإنه إذا أخفقت جهود نتنياهو للقاء محمد بن سلمان، فإنه سيسعى للقاء مع ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وسيكون خياره الثالث العاهل المغربي الملك محمد السادس.

إذ قالت: "الخيار الافتراضي لرئيس الوزراء هو لقاء العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة". وأضافت: "البحرين مملكة سنية ذات أغلبية شيعية، وعلاقاتها مع إسرائيل (بما في ذلك العلنية) هي الأقرب والأكثر انفتاحاً في العالم السني، باستثناء مصر والأردن، اللتين تربطهما علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل".

كما أشارت "هآرتس"، أن علاقات إسرائيل مع دول الخليج "أصبحت أقوى بكثير في العقد الماضي، بسبب الخوف المتزايد من إيران وتهميش الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

قالت أيضاً: "تفضل دول الخليج تحالفاً مع إسرائيل لأنها تدرك أهمية مصالحها الخاصة، بغض النظر عن نتنياهو، لكن لا شك أن نتنياهو كان من أوائل من حددوا التغيرات الجيواستراتيجية في الشرق الأوسط، كما عرف أيضاً الاستفادة منها من أجل تعزيز صورته ومكانته كقائد وسياسي".

في نهاية تقريرها اعتبرت "هآرتس"، أن نتنياهو "لم يخترع العجلة، فعلى مدار عقود من الزمان التقى القادة الإسرائيليون علانية وسراً مع نظرائهم من الدول العربية والإسلامية".

إذ زادت وتيرة التطبيع خلال الفترة الأخيرة بأشكال متعددة، عبر مشاركات إسرائيلية في نشاطات رياضية وثقافية تقيمها دول عربية، مثل الإمارات والبحرين.

تحميل المزيد