قالت منظمة الصحة العالمية إن رحلات طيران بدأت في نقل المرضى الذين يحتاجون رعاية طبية عاجلة من العاصمة اليمنية صنعاء إلى عمّان والقاهرة بعد مفاوضات استمرت عامين، وذلك في إجراء طال انتظاره لبناء الثقة في إطار الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الدائرة منذ خمس سنوات، وتخفيف الأزمة الإنسانية التي لحقت باليمن جرائها.
ما أهمية هذا الخبر؟ يشهد اليمن صراعاً منذ أخرج الحوثيون المتحالفون مع إيران حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي من صنعاء في أواخر عام 2014، ثم تدخل تحالف عسكري تقوده السعودية في عام 2015 في محاولة لإعادة هادي، وبين هذا وذاك، يعاني المواطنون من أزمة إنسانية وصحية وتنموية، صنفتها تقارير أممية أنها الأسوأ إنسانياً في العالم.
أخطر الأمراض: قالت منظمة الصحة العالمية إن أول رحلة انتقلت حاملة 16 شخصاً يعانون من أمراض خطيرة، إذ كتبت على تويتر: "معظم المرضى نساء وأطفال يعانون من حالات مثل أنواع شرسة من السرطان وأورام المخ أو يحتاجون لزراعة أعضاء وجراحات ترميمية".
مفاوضات لعامين: فيما أشارت ليز جراندي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن من مطار صنعاء إلى أن المفاوضات من أجل ترتيب هذه الرحلات استغرقت عامين. والمطار مغلق أمام الرحلات المدنية منذ 2015 لكن من المسموح لطائرات الأمم المتحدة الهبوط، مؤكدةً انتظار الآلاف لتلقي الرعاية الصحية. موضحة وجود رحلات أخرى، في الوقت الذي أكدت فيه أن الحل الحقيقي يكمن في إنهاء الحرب.
الرحلات تنطلق لعمّان والقاهرة: ستنطلق الرحلات من صنعاء إلى عمّان وأيضاً إلى القاهرة تحت إشراف الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، فيما وجهت الأمم المتحدة الشكر إلى مصر والأردن والسعودية على جهودها، وأضافت: "تعاون والتزام حكومة اليمن وسلطات صنعاء جعل إتمام هذه العملية ممكناً".
جسر طبي: من جهته، وقال المجلس النرويجي للاجئين، وهو منظمة إغاثة: "من المأمول أن تسمح هذه الرحلات بإطلاق رحلات (جسر) طبي منتظم للمرضى". وأضاف: "ليس هناك ما يبرر معاقبة المدنيين المرضى بمنعهم من الحصول على الرعاية الصحية".
32 ألفاً ينتظرون الإجلاء: بينما قال مصدر دبلوماسي إن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث أجرى محادثات، الأحد 2 فبراير/شباط 2020، كانت بمثابة فرصة أخيرة مع الحوثيين بخصوص خطط الإجلاء الطبي. وقال جريفيث وجراندي وممثل لمنظمة الصحة العالمية في بيان مشترك إن طائرة ثانية ستُقل باقي الدفعة الأولى المؤلفة من 30 مريضاً إلى عمّان، ومن المقرر ترتيب مزيد من الرحلات، إذ ينتظر نحو 32 ألف شخص الإجلاء الطبي، وفقاً لمحمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين.
عن مطار صنعاء: رغم أن الحوثيين يسيطرون على مطار صنعاء، فإن التحالف يسيطر على المجال الجوي ما يقيّد الوصول إليه. وتمثل إعادة فتح المطار هدفاً مهماً لمحادثات سلام بقيادة الأمم المتحدة ومطلباً رئيسياً للإدارة الحوثية.
فيما تحاول الأمم المتحدة استئناف المفاوضات السياسية لإنهاء الحرب، كما تجري الرياض محادثات غير رسمية مع الحوثيين منذ أواخر سبتمبر/أيلول لخفض التصعيد.