أعلنت وزارة الدفاع التركية، الإثنين 3 فبراير/شباط 2020، مقتل 4 من جنودها وإصابة آخرين، في قصف نفذته قوات نظام بشار الأسد على إدلب شمال غربي سوريا، في حين أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن قتل العشرات من قوات الأسد رداً على استهداف الجنود الأتراك.
لماذا الحدث مهم؟ يمثل هذا التطور أحدث تصعيد عسكري مباشر بين تركيا ونظام الأسد الذي يشن هجوماً واسعاً على محافظة إدلب المتاخمة للحدود التركية، ويمثل قصف النظام لمواقع القوات التركية تجاوزاً لاتفاق توصلت إليه أنقرة وموسكو حليفة الأسد، لتخفيف التصعيد في إدلب.
ما الذي جرى؟ بحسب بيان وزارة الدفاع التركية، فإن قوات النظام قصفت مناطق في إدلب رغم إخطارها بموقع القوات التركية سابقاً هناك، وأشارت إلى أنه بجانب الجنود الأربعة القتلى، فإن 9 آخرين تعرضوا لإصابات خطيرة.
من جانبه، قال الرئيس التركي أردوغان إن جيش بلاده ردّ على هجوم قوات النظام، حيث شنت طائرات F16 غارات عدة على مواقع عسكرية للنظام، وأشار إلى أن "سلاح المدفعية ردّ بـ 122 رشقة إلى جانب 100 قذيفة هاون على 46 هدفاً".
أردوغان أيضاً أكد أن "الجيش التركي قتل 35 عنصراً من قوات الأسد حسب الإحصاءات الأولية"، مضيفاً أن بلاده لا تزال تواصل ردها على قتل الجنود الأتراك.
المواقع التي قصفتها تركيا تقع في جنوب مدينة سراقب التي يتقدم نظام الأسد نحوها بهدف طرد المعارضة منها، وقال المرصد إن الجيش التركي استهدف المواقع بعشرات الصواريخ.
في السياق ذاته، دعا أردوغان روسيا إلى عدم وضع العراقيل أمام بلاده في الرد على قصف الجنود الأتراك في إدلب، وقال: "لستم الطرف الذي نتعامل معه بل النظام (السوري) ونأمل ألا يتم وضع العراقيل أمامنا".
المشهد العام: يأتي استهداف قوات النظام للقوات التركية، في وقت يشن فيه الأسد وحليفته روسيا هجوماً واسعاً على محافظة إدلب، أجبر 700 ألف شخص على النزوح من منازلهم، فضلاً عن أن القصف على المناطق السكنية يوقع ضحايا باستمرار، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
حققت قوات النظام التي تدعمها قوة جوية روسية تقدماً كبيراً في إدلب، الأسبوع الماضي، حيث انتزع النظام السيطرة على مدينة معرة النعمان، في إطار هجوم لتأمين الطريق السريع الرئيسي بين دمشق وحلب.
لكن في المقابل، بدأ مقاتلون من المعارضة السورية هجومين على قوات تابعة لنظام بشار الأسد في حلب، وفتحوا جبهة جديدة شمال شرقي المدينة، في محاولة للردِّ على مكاسب النظام في إدلب.
يُشكل الشمال الغربي، بما في ذلك محافظة إدلب والمناطق المتاخمة لمحافظة حلب، آخر معقل رئيسي للمعارضة في سوريا، حيث استردَّ الأسد -بدعم روسي وإيراني- جزءاً كبيراً من الأراضي التي كان يسيطر عليها أعداؤه.
تعزيزات عسكرية: بالموازاة مع التطورات العسكرية في حلب وإدلب، أعلنت تركيا الأحد 2 فبراير/شباط 2020 عن إرسال تعزيزات عسكرية جديدة إلى وحداتها العسكرية المنتشرة على الحدود مع سوريا.
وكالة الأناضول قالت إن قافلة تعزيزات تضم دبابات وناقلات جند مدرعة وصلت إلى قضاء ريحانلي، المحاذي لمحافظة إدلب السورية، بولاية هطاي جنوبي تركيا.
تخشى تركيا، التي تستضيف بالفعل 3.6 مليون لاجئ سوري، موجة نزوح جديدة للمهاجرين من إدلب، وتملك أنقرة 12 نقطة مراقبة عسكرية حول إدلب، أنشأتها بموجب اتفاق مبرم في 2017 مع روسيا وإيران، وتحاصر قوات النظام عدداً منها في إطار تقدمها هناك.