أدانت أنقرة تمزيق نائب يوناني يميني في البرلمان الأوروبي علماً تركياً خلال جلسة للبرلمان كانت تناقش وضع الجزر اليونانية، في حدثٍ من شأنه تصعيد التوتر بين أنقرة وبروكسل، إذ وصفته أنقرة بالتصرف العنصري، فيما استنكرته بروكسل واعتبرته عملاً فردياً لا يمثل الدولة.
استهجان تركي: أدان وزير العدل التركي، عبدالحميد غل، تمزيق النائب اليوناني يوانيس لاغوس العلم التركي أثناء جلسة لدى البرلمان الأوروبي، وكتب في تغريدة، الخميس 30 يناير/كانون الثاني 2020، إن "عقوبة هذا الشخص الذي أهان العلم التركي السجن لمدة تتراوح بين عام و3 أعوام، ولقد تحركت سلطاتنا القضائية لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه". فيما دعا "المجتمع الدولي الذي يتحدث في كل مناسبة عن معاداة العنصرية، للتعاون من أجل مقتضيات القانون".
كذلك أدان مقرر تركيا في البرلمان الأوروبي ناتشو سانشيز أمور، الذي أجرى الأسبوع الماضي أول زيارة له إلى اليونان، الحادثة، وكتب على تويتر: "لا شيء يبرر تمزيق علم.. هذا عمل مؤسف. خطاب اليمين المتطرف الاعتيادي الكاره للإسلام غير مرحب به في بروكسل".
كما عبر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو عن غضبه عبر تغريدة كتب فيها: "العقول العنصرية تعرف أننا نكسر أصابع من يقتربون من علمنا.. ليتعلم أطفال أوروبا المدللون أن يعرفوا مكانهم. يجب أن تقول أوروبا كفى للعدائية تجاه الإسلام"، وأضاف: "ننتظر من الاتحاد الأوروبي أن يقوم بما هو مناسب إزاء هذا المهرج".
تمزيق العلم: مزق النائب عن حزب "الفجر الذهبي" للنازيين الجدد (هو حزب يميني متطرف) يوانيس لاغوس، العلم التركي خلال جلسة حول "الوضع الإنساني في الجزر اليونانية" ببحر إيجة. واتهم المهاجرين الذين يصلون إلى جزر بلاده بالاعتداء على السكان المحليين، متهماً في الوقت ذاته تركيا بفعل "ما بدا لها"، وأضاف: "لا تحرصون إلا على عدم مضايقة تركيا التي أغرقتنا بعدد لا حصر له من المهاجرين. والعلم التركي علم ملطخ بالدم. الشيء الوحيد الذي يجب القيام به هو أن نقول: إلى الخارج أيها الأتراك".
النائب اليميني: لاغوس، انتخب لعضوية البرلمان الأوروبي عن حزب "الفجر الذهبي" للدورة 2012 ـ 2019، ثم استقال منه في يوليو/تموز 2019، ليؤسس حزب "ضمير الشعب الوطني" في 2019، وقد حبسته السلطات اليونانية مرتين خلال عضويته في حزب "الفجر الذهبي"، وهو حزب يميني متطرف.
لكن اليونان استنكرت: من جهتها، استنكرت الخارجية اليونانية "أي عمل يهين شعاراً وطنياً"، وقالت: "في هذه الحالة، علم تركيا الوطني… النازيون الجدد لا يمثلون إلا أنفسهم". وشدد بيان الخارجية على أن التصرف محاولة ترويجية من قبل حزب "الفجر الذهبي"، الذي لم يسمح له المجتمع اليوناني بدخول البرلمان.
توترات بين اليونان وتركيا: هناك عدة مواضيع عالقة بين البلدين في الوقت الحالي، أبرزها مساعي أنقرة للتنقيب عن الغاز في مياه جزيرة قبرص (نصفها تابع لتركيا والنصف الآخر تابع لليونان) والتي ترفضها اليونان، إضافة إلى أزمة المهاجرين التي تثير التوترات بين البلدين منذ عام 2015.