هاجم جاريد كوشنر، صِهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومهندس خطته المزعومة للسلام في الشرق الأوسط، الفلسطينيين ووصفهم بأنهم "حمقى للغاية"، لأنَّهم رفضوا "صفقة القرن" التي طرحتها الإدارة الأمريكية رفضاً فورياً.
إذ قال كوشنر، الذي لم يُدرج حقوقاً للفلسطينيين في مفاوضات صياغة الخطة، الأربعاء 29 يناير/كانون الثاني: "لقد رفضوا الخطة قبل أن يروها، لقد ظنوا أنَّها لن تكون جيدةً كما اتضح. أعتقد أنَّهم يبدون حمقى للغاية الآن".
ثم أضاف كوشنر، الذي لم يكن لديه خبرة سابقة في العمل السياسي قبل انضمامه إلى إدارة ترامب: "ربما يحتاج الفلسطينيون إلى قليل من الوقت لأخذ حمَّامٍ بارد واستيعاب الخطة"، في تصريحاتٍ نقلها موقع Middle East Eye البريطاني.
الرغبة في التفاوض: فيما ذكر كوشنر أنَّ الولايات المتحدة مستعدةٌ لـ "الدخول في شكل من أشكال التفاوض حول خطتهم، إذا كان الفلسطينيون مستعدين لتقديم عرضٍ مضاد على الطاولة".
إذ قال: "إذا شعرنا بأنَّ هناك فرصة بها حُسن نية أو رغبة من جانبهم في تقديم اقتراح مضاد، فسنبحث عن الإطار المناسب للمشاركة فيه من أجل التوصل إلى حل.. أمَّا إذا رفض الفلسطينيون ذلك ولم يجروا مفاوضات، فسيضعون أنفسهم في موقفٍ لا يمكن الدفاع عنهم فيه تماماً".
تصعيب الخطة على الفلسطينيين: يُذكَر أنَّ كوشنر قال في محادثاتٍ خاصة قبل عامين إنَّ وظيفته هي "تصعيب" رفض الخطة على الفلسطينيين، و "عدم منحهم مخرجاً سهلاً منها"، وفقاً لما نقلته صحيفة Haaretz الإسرائيلية وقتها.
يأتي تصريحه في الوقت الذي أعرب فيه بعض قادة الأمن الإسرائيليين عن قلقهم المتزايد إزاء الخطة، قائلين إنها قد تسبب اضطرابات كبيرة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
لكنها مرفوضة من الفلسطينيين: خرجت مظاهرات كبيرة في مدن الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، الثلاثاء، رفضاً للخطة الأمريكية. كما أعلنت السلطة الفلسطينية وكافة فصائل المقاومة رفضها للمقترح، إذ وصفها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمؤامرة، وقال موجِّهاً حديثه لترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنَّ حقوق الشعب الفلسطيني "ليست للبيع". كذلك رفضتها حماس التي علقت على بند نزع السلاح بأنه "شرعي، ندافع به عن شعبنا وفق القانون والأعراف الإنسانية". كما أعلنت حماس، بالتعاون مع حركة "الجهاد الإسلامي" في لبنان، رفضها.
عباس يلجأ لمجلس الأمن: هذا، ومن المتوقع أن يتحدث محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، في الأمم المتحدة، خلال الأسبوعين المقبلين، عن الخطة، وفقاً لرياض منصور مبعوث فلسطين لدى الأمم المتحدة، حيث سيدعو عباس كذلك إلى إجراء تصويتٍ على قرارٍ يتعلق بخطة إدارة ترامب، لكن من المرجح أن ترفضه واشنطن بحق الفيتو. وأي فيتو أمريكي على مثل هذا القرار في مجلس الأمن الدولي سيسمح للفلسطينيين بالدعوة إلى عقد جلسة خاصة طارئة للجمعية العامة لمناقشة القضية نفسها، والتصويت على قرار مماثل. وقرارات الجمعية العامة غير ملزمة، وليس لها ثقل سياسي.
عودة إلى الوراء: أعلن ترامب، الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني، الخطوط الرئيسية لخطة يقترحها لمعالجة النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتتضمن الخطة، التي يرفضها الفلسطينيون، إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق بلا مطار ولا ميناء بحري، وعاصمتها "في أجزاء من القدس الشرقية"، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة مزعومة لإسرائيل.