أشار وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إلى أن واشنطن بصدد البدء في إعادة توزيع مرتقبة للقوات على مستوى العالم هذا العام، في إطار مساع لإعادة تركيز وزارة الدفاع (البنتاغون) على التحديات التي تمثلها الصين وروسيا.
لكنه رفض تحديد إطار زمني صارم لاستكمال ما أطلق عليه "مراجعة للسياسات الدفاعية"، إذ قال للصحفيين: "إن كنت سأحدد موعداً نهائياً (للمراجعة) فإنني أريد التأكد من أننا سنكون في وضع أفضل بعض الشيء بحلول بداية السنة المالية المقبلة"، مشيراً بذلك إلى السنة المالية التي تبدأ في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، متابعاً: "لهذا أريد التحرك على نحو سريع".
وقد أدلى إسبر بهذه التصريحات خلال زيارة لميامي، حيث بدأ مراجعة البعثات العسكرية في أمريكا اللاتينية ضمن تقييم عالمي شامل لإعادة نشر القوات، فيما يأمل أن يتيح له توجيه المزيد من القوات إلى آسيا وإعادة قوات أخرى إلى الوطن.
مسعى متأخر: هذا المسعى جاء متأخراً في ظل التطور العسكري للصين على مدى العقدين الماضيين، بينما كانت الولايات المتحدة تركز على عمليات مكافحة الإرهاب في العراق وأفغانستان وسوريا وغيرها. لكن في وقت يشهد تصعيداً في التوتر مع إيران والجماعات التي تدعمها طهران لم يتضح حجم التغير المتوقع خاصة في عام الانتخابات.
الانتشار في إفريقيا: يراقب مؤيدو الوجود العسكري الأمريكي في أمريكا اللاتينية وإفريقيا هذه المراجعة عن كثب، لكن جلسات مراجعة الانتشار في إفريقيا، المقرر عقدها الجمعة 24 يناير/كانون الثاني 2020، تثير توقعات داخل البنتاغون بخفض متواضع في غرب إفريقيا حيث يشعر كثير من المسؤولين الأمريكيين بقلق من القوة المتزايدة للمتشددين هناك. ولم يتخذ قرار بهذا الشأن بعد.
التعامل مع الصين: مع سعي الجيش الأمريكي للتعامل مع الصين على نحو أكثر حزماً، ترى القيادة الجنوبية بالجيش الأمريكي أن أمريكا اللاتينية يتعين أن تكون محورية في تحقيق ذلك. ووفقاً لبيانات الجيش الأمريكي زادت زيارات البحرية الصينية لموانئ المنطقة بنسبة 70% خلال الأعوام الخمسة الماضية، في الوقت الذي تعزز فيه بكين مبيعات الأسلحة واستثمارات البنية التحتية والتجارة مع دول أمريكا اللاتينية.
كذلك رصدت القيادة الجنوبية بالجيش الأمريكي مبيعات أسلحة صينية لفنزويلا وحدها على مدى العقد الماضي تقدر بنحو 615 مليون دولار. لكن لم يتضح إن كانت هذه البيانات ستؤثر على قيادات وزارة الدفاع التي ترى اتجاهات مماثلة على مستوى العالم.