كشف تقرير للأمم المتحدة أنَّ ما يقرب من نصف مليار شخص في أنحاء العالم يعانون من أجل العثور على عمل بأجر لائق؛ ما يتسبب في محاصرة الأشخاص في دائرة الفقر، وبالتالي ارتفاع حاد في معدلات عدم المساواة.
حسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، في دراسة نُشِرَت تزامناً مع توجه زعماء العالم إلى منتجع دافوس للتزلج في سويسرا، حيث سيتحدثون عن مخاوفهم إزاء عدم المساواة وأزمة المناخ، قالت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة إنَّ أكثر من 473 مليون شخص حول العالم يفتقرون إلى فرص العمل المناسبة لتلبية احتياجاتهم.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أنَّ معدلات البطالة العالمية سترتفع للمرة الأولى منذ ما يقرب من عشر سنوات في عام 2020؛ إذ تؤدي معدلات النمو الاقتصادي الأضعف في جميع أنحاء العالم إلى ارتفاع عدد الأشخاص العاطلين عن العمل بنحو 2.5 مليون شخص، ليصبح الإجمالي أكثر من 190 مليون شخص عاطل.
يأتي هذا التقرير بعدما أعلنت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، أنَّ التوترات التجارية تخاطر بتراجع معدل النمو العالمي خلال العام الجاري، في تطور يهدد بتشتيت الجهود الدولية لمحاربة الفقر في الدول ذات الدخول المنخفضة، وتبني نظام اقتصادي عالمي أقل انبعاثاً للغازات الدفيئة.
من بين سكان العالم الذين هم في سن العمل البالغ عددهم 5.7 مليار شخص، وجدت منظمة العمل الدولية أنَّ 165 مليون شخص يعملون، لكنهم غير قادرين على العثور على عمل مقابل أجر لائق يلبي احتياجاتهم. ووجدت أيضاً أنَّ 119 مليوناً آخرين تخلوا عن البحث بنشاط عن العمل، أو لا يستطيعون الوصول إلى سوق العمل بسبب أوضاعهم الشخصية. ومن ثم إلى جانب أولئك المصنفين رسمياً بأنهم عاطلون عن العمل، هناك نحو 473 مليون شخص في جميع أنحاء العالم متضررون.
إذ قال غاي رايدي، المدير العام لمنظمة العمل الدولية: "بالنسبة لملايين الأشخاص العاديين تزداد صعوبة بناء حياة أفضل من خلال العمل". وأضاف رايدر: "معدلات عدم المساواة والإقصاء الهائلة والمستمرة فيما يتعلق بالعمل تمنع هؤلاء من العثور على عمل لائق وبناء مستقبل أفضل. وهذه نتائج بالغة الخطورة لها تداعيات وخيمة ومقلقة على الترابط الاجتماعي".
بينما أشارت منظمة العمل الدولية إلى أنَّ دول العالم تفوت فرصة الانتفاع من مزايا اجتماعية واقتصادية محتملة لهذه المجموعة من المهارات البشرية.
في تقييم صادم للمخاطر الناجمة عن نقص فرص العمل، قالت المنظمة إنَّ غياب الوظائف المُنتِجة ولائقة الأجر يعني أنَّ أكثر من 630 مليون عامل في جميع أنحاء العالم يعيشون في فقر مدقع أو معتدل، بسبب الحصول على دخول تقل عن 3.20 دولار في اليوم. وعلى الرغم من الاتجاه التدريجي لخفض مستويات الفقر في العالم، أشارت المنظمة إلى أنَّ هؤلاء الأشخاص يفتقرون إلى الدخل الكافي للهرب من الفقر.