اعتبر السفير الإيراني في الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، أن قتل أمريكا لقائد فيلق القدس قاسم سليماني في ضربة جوية بالعاصمة العراقية أشبه ببدء حرب، وقال إن "الرد على عمل عسكري يكون بعمل عسكري".
السفير مجيد تخت روانجي قال في مقابلة مع شبكة CNN الأمريكية، الجمعة 3 يناير/كانون الثاني 2020، إن الولايات المتحدة دخلت باغتيال سليماني مرحلة جديدة، بعدما بدأت "حرباً اقتصادية" بفرض عقوبات مشددة على إيران في عام 2018.
أضاف السفير أن قتل الجنرال البارز سليماني هو "فصل جديد يعادل بدء حرب ضد إيران"، وقال مكرراً تصريحات زعماء إيرانيين سياسيين وعسكريين، إن بلاده ستُوجّه رداً قاسياً.
كان السفير الإيراني قد أبلغ مجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس الجمعة، بأن "بلاده تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي".
في إجابته على طبيعة الرد التي ستتخذه إيران، قال السفير الإيراني: "لست في موقع للخوض في تفاصيل ما سيحدث عندما نقوم بالثأر، ولكن ما يمكنني قوله هو أنه وباستهداف واحد من أرفع جنرالاتنا بصورة تخالف واجبات أمريكا أمام العالم باستخدام المجال الجوي لدولة مستقلة، العراق، دولة ذات سيادة وأدان ذلك رئيس الوزراء في هذه الدولة، فإن عليهم (أمريكا) توقع أي شيء في رد على هذا العدوان".
الأمم المتحدة قلقة
من جانبه، قال فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن "جوتيريش يشعر بقلق بالغ بشأن التصعيد الأخير في التوتر بالشرق الأوسط"، مضيفاً أن "هذه لحظة ينبغي فيها للزعماء ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. العالم لا يمكن أن يتحمل حرباً أخرى في الخليج".
يأتي تحذير السفير الإيراني بعد ساعات من تنفيذ أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقتل سليماني، من خلال استهداف طائرة مسيّرة لسيارتين على طريق مطار بغداد، وأسفر الاستهداف أيضاً عن مقتل نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس، و8 آخرين كانوا برفقة سليماني والمُهندس.
يُتوقع أن تسعى الولايات المتحدة إلى تبرير قتل سليماني بالمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تغطي حق الدول فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسها ضد هجوم مسلح.
تلزم تلك المادة الدول بإبلاغ مجلس الأمن الدولي "على الفور" عن أي إجراءات تُتخذ للدفاع عن النفس، وكانت أمريكا قد استخدمت المادة 51 لتبرير تحركها في سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014.
يُشار إلى أن الضربة الأمريكية التي قُتل فيها سليماني جاءت بعد ثلاثة أيام على هجوم غير مسبوق شنّه مناصرون لإيران وللحشد الشعبي على السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية، ما أعاد إلى الأذهان أزمة السفارة الأمريكية واحتجاز الرهائن في طهران في 1979.
جاءت مهاجمة محتجين للسفارة الأمريكية عقب قيام الجيش الأمريكي بقصف مواقع لكتائب "حزب الله" العراقي، أحد فصائل "الحشد الشعبي"، بمحافظة الأنبار (غرب)، يوم الأحد الفائت، ما أسفر عن سقوط 28 قتيلاً و48 جريحاً بين مسلحي الكتائب، وجاءت هذه الضربات رداً على هجمات صاروخية شنّتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين، قتل خلال إحداها مقاول مدني أمريكي قرب مدينة كركوك (شمال).