اقترحت رئيسة الوزراء الفنلندية المعينة حديثاً، سانا مارين، وهي أصغر رئيسة وزراء في العالم، تقليل عدد أيام العمل في الأسبوع إلى 4 أيام فقط، مع تقليل عدد ساعات العمل اليومي إلى 6 ساعات.
إذ قالت مارين التي يبدو أنها تملك خططاً كبيرة وطموحة خلال فترة رئاستها الحكومة، إن مقترحها مكون من "أسبوع عمل مدته 4 أيام فقط، وسيكون يوم العمل 6 ساعات"، متسائلة في حديثها لصحيفة "هلسنكي تايمز": لماذا لا تكون هذه هي الخطوة التالية؟.
الفكرة من هذا الاقتراح إنسانية بحتة، وهي قضاء الناس المزيد من الوقت مع أسرهم، إذ قالت السياسية الفنلندية: "أعتقد أن الناس يستحقون قضاء المزيد من الوقت مع أسرهم وأحبائهم وهواياتهم وأشياء أخرى في الحياة".
هذا الاقتراح يعني تقليل وقت العمل ساعتين يومياً، ويوماً إسبوعياً، إذ يصل متوسط أيام العمل في فنلندا إلى 5 في الأسبوع، وعدد ساعات العمل اليومية هي 8، كما هو معمول به في أغلب الدول الغربية.
كان التحالف اليساري المشارك في الحكومة قد دعا إلى اختبار تجريبي لأيام عمل بـ6 ساعات. يذكر أن مارين تقود تحالفاً من 5 أحزاب من الوسط واليسار.
أصغر رئيسة وزراء في العالم
برلمان فنلندا كان وافق، 5 ديسمبر/كانون الأول 2019، على ترشيح السياسية سانا مارين البالغة من العمر 34 عاماً لمنصب رئيسة الوزراء لتكون بذلك أصغر من يتولى رئاسة الوزراء على مستوى العالم.
إذ صوّت 99 من أعضاء البرلمان البالغ عددهم 200 عضو لصالح ترشيح مارين للمنصب، فيما عبر 70 نائباً عن رفضهم وامتنع 30 عضواً عن التصويت.
وقد كتبت مارين التي تنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي على تويتر تقول: "لن نجعل فنلندا تتحلى بالكمال خلال أربع سنوات لكنها يمكن أن تصير أفضل.. أريد بناء مجتمع يمكن لكل طفل فيه أن يصبح أي شيء، ويمكن لكل إنسان فيه العيش والتقدم في العمر بكرامة".
ربما هي أصغر من يتولى رئاسة الوزراء في العالم، لكن مارين (34 عاماً) قالت لرويترز إنها لا تشعر بأنها مثل أعلى. إذ قالت في مقابلة: "لا أشعر بأني مثل أعلى. ربما أكون كذلك بالنسبة للبعض لكننا جميعاً بشر. ما يهم هو القضايا وليس من هم وراء القضايا التي نعمل جميعاً عليها. أعتقد أن كل واحد مهم".
أضافت الشابة التي بدأت العمل السياسي وهي في منتصف العشرينيات، أنها اهتمت بتغيير المناخ وخالجها شعور "بأن الجيل الأكبر لا يوليه الاهتمام الكافي". وقالت إن السر وراء نجاحها هو العمل الجاد.
مدينة سويدية طبقت نظام عمل لـ6 ساعات والنتائج إيجابية جداً
كانت مدينة غوتنبرغ ثاني أكبر مدن السويد قد طبقت في عام 2015، نظام العمل اليومي لـ6 ساعات في منزل للمسنين، مع الاحتفاظ بأجور العمل الكاملة، وبعد عامين أظهرت النتائج أن الموظفين أصبحوا أكثر سعادة وصحة وأكثر إنتاجية أيضاً، إذ تمكن المركز من توسيع الخدمات ورفع مستوى رضا النزلاء.
فيما لم يكن هناك تكاليف إضافية، ولم يتم توظيف المزيد، ما جلب المزيد من الإيرادات الضريبية للمركز، وإجازات مرضية أقل، وفق ما نقله النسخة العربية لموقع "دويتشه فيلا" الألماني.
يذكر أيضاً أن اتحاد نقابات عمال المعادن في ألمانيا حاول تطبيق نظام الـ6 ساعات عمل يوميا في عام 2003، لكنه فشل، واعتبر بعض الاقتصاديين أنه "لا ينسجم مع عالم العمل الحديث".