اعتذرت إستونيا لفنلندا، الإثنين 16 ديسمبر/كانون الأول 2019، بعد سخرية وزير داخليتها مارت هيلمه من رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين، أصغر رئيسة وزراء في العالم، ووصفه لها بأنها "فتاة المبيعات" وتشكيكه في قدرتها على الاضطلاع بمسؤولياتها.
سخر هيلمه (70 عاماً)، وهو زعيم حزب شعبوي يميني متطرف، الأحد 15 ديسمبر/كانون الأول، من مارين (34 عاماً) وائتلافها الحاكم الذي يضم أربع نساء دون 35 عاماً بين زعماء أحزابه الخمسة.
قال هيلمه خلال برنامج حواري أذيع على محطة حزبه الإذاعية: "الآن نرى كيف أصبحت فتاة مبيعات رئيسة للوزراء وكيف صار عدد من نشطاء الشوارع وغير المتعلمين أعضاء في مجلس الوزراء".
دفعت تصريحات هيلمه المعارضة الإستونية إلى مطالبته بالاستقالة، بينما طلبت كيرستي كاليولايد رئيسة إستونيا من نظيرها الفنلندي سولي نينيستو تقديم اعتذارها الشخصي لمارين وحكومتها.
كانت مارين المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي تحدثت عن نشأتها في عائلة فقيرة وعملها صرّافة في متجر قبل دراستها الجامعية وبدء اشتغالها بالسياسة.
كتبت مارين على تويتر: "فخورة جداً بفنلندا، حيث يستطيع أطفال العائلات الفقيرة التعلم وتحقيق أهدافهم، حتى صار بإمكان الصرّافة أن تصبح رئيسة للوزراء".
قالت كايا كالاس، زعيمة المعارضة في إستونيا، اليوم الإثنين، إن المعارضة ستجري اقتراعاً في البرلمان على حجب الثقة عن هيلمه إذا لم يبادر بتقديم استقالته بعد تصريحاته عن زعماء فنلندا الجدد. ولم تفلح محاولات سابقة في تحقيق ذلك.
وأضافت في بيان: "أساء وزير الداخلية للحكومة الفنلندية وشن هجوماً شخصياً على رئيسة الوزراء الجديدة".
أصغر رئيسة وزراء في العالم
برلمان فنلندا كان قد وافق يوم الثلاثاء 5 ديسمبر/كانون الأول، على ترشيح السياسية سانا مارين البالغة من العمر 34 عاماً لمنصب رئيسة الوزراء لتكون بذلك أصغر من يتولى رئاسة الوزراء على مستوى العالم.
إذ صوّت 99 من أعضاء البرلمان البالغ عددهم 200 عضو لصالح ترشيح مارين للمنصب، فيما عبر 70 نائباً عن رفضهم وامتنع 30 عضواً عن التصويت.
كتبت مارين التي تنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي على تويتر تقول: "لن نجعل فنلندا تتحلى بالكمال خلال أربع سنوات لكنها يمكن أن تصير أفضل.. أريد بناء مجتمع يمكن لكل طفل فيه أن يصبح أي شيء، ويمكن لكل إنسان فيه العيش والتقدم في العمر بكرامة".
رغم ذلك فهي لا تشعر بأنها "مثل أعلى"
ربما هي أصغر من يتولى رئاسة الوزراء في العالم، لكن الفنلندية سانا مارين (34 عاماً) قالت لرويترز إنها لا تشعر بأنها مثل أعلى.
عُينت مارين رئيسة للوزراء يوم الثلاثاء، وبعد يومين وجدت نفسها كتفاً إلى كتف مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وغيرهما في قمة للاتحاد الأوروبي يحضرها قادة الدول الأعضاء السبع والعشرين.
ابتسمت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، في وجه مارين وحضنتها بحرارة عندما التقتا في القمة ببروكسل.
كان تعيين شابة لقيادة فنلندا محط اهتمام وسائل الإعلام حول العالم، واعتبر الكثير منها رئيسة الوزراء الجديدة "مثلاً أعلى" لمن يعيشون في مجتمعات يهيمن فيها رجال كبار في السن على العمل السياسي منذ زمن.
لكنها قالت في مقابلة: "لا أشعر بأني مثل أعلى. ربما أكون كذلك بالنسبة للبعض لكننا جميعاً بشر. ما يهم هو القضايا وليس من هم وراء القضايا التي نعمل جميعاً عليها. أعتقد أن كل واحد مهم".
أضافت مارين التي بدأت العمل السياسي وهي في منتصف العشرينيات، أنها اهتمت بتغيير المناخ وخالجها شعور "بأن الجيل الأكبر لا يوليه الاهتمام الكافي". وقالت إن السر وراء نجاحها هو العمل الجاد.