قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تهدف لتوطين مليون شخص في المنطقة الآمنة شمالي سوريا، وذلك بعد إعادتها 370 ألف سوري بالفعل، نهاية الشهر الماضي (27 نوفمبر/تشرين الثاني 2019).
فيما خص بالذكر المناطق الآمنة بين تل أبيض ورأس العين، إذ أكد إمكانية توطين 530 ألف شخص في المنطقة الممتدة بين مدينتي المالكية ورأس العين بمحافظة الحسكة، و405 آلاف بين مدينتي رأس العين وتل أبيض بمحافظة الرقة، مشيراً إلى أن خطة تركيا تتضمن تشييد مستشفيات ومدارس ومبان حكومية في المنطقة الآمنة، وذلك في مقابلة أجراها، الإثنين 9 ديسمبر/كانون الأول 2019، مع التلفزيون الرسمي (TRT) بمدينة إسطنبول، لافتاً أيضاً إلى إطلاعه زعماء الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الأسبوع الماضي، على خطط تركيا حيال الشمال السوري.
كذلك أشار إلى اتفاق قادة بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا في القمة الرباعية الأخيرة في لندن على خطة تركيا، ملمحاً إلى عدم التوصل إلى دعم مادي بعد، الذي يبنى عليه اتخاذ خطوات فعلية على الأرض. لكنه شدد على عزم بلاده تنفيذ الخطة في كل الأحوال.
في الوقت الذي أكد فيه أيضاً أن بلاده لم تحصل بعد على النتيجة المنشودة من تسييرها دوريات مشتركة مع القوات الروسية والأمريكية شمالي سوريا، إذ قال: "نحرز تقدماً نحو الأفضل ولكن لم نحصل على النتيجة المتوقعة حتى الآن".
إذ تحدث عن طلب تركيا من الولايات المتحدة وروسيا انسحاب الإرهابيين من شمالي سوريا، مؤكداً أن كلا البلدين "لم يقوما بهذه المهمة بعد". فيما أشار أيضاً إلى استضافة بلاده قمة رباعية حول الشأن السوري في فبراير/شباط 2019.
كما جدد رفض بلاده القطعي لإجراء لقاء مع القيادي في تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" فرحات عبدي شاهين، وقال إنه "أجرم بحق أرواح المئات من المواطنين والجنود الأتراك".
وعن اعتراض الرؤساء على شراء صواريخ "إس-400": لم يروا قائداً شامخاً أمامهم
وفيما يتعلق بمنظومة الصواريخ الدفاعية "إس-400"، قال أردوغان إن بلاده لن تتراجع عن امتلاك المنظومة، مشيراً إلى إبلاغه نظيره الأمريكي دونالد ترامب استعداد تركيا شراء منظومة باتريوت الدفاعية ضمن شروط مناسبة.
أيضاً لفت أردوغان إلى اعتراض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على شراء تركيا منظومة "إس 400" الروسية، بذريعة أن أنقرة عضو في حلف الناتو. وقال مخاطباً ماكرون في هذا الخصوص: "هل عليّ أن أسألك عما سأشتريه؟"، متابعاً: "هؤلاء لم يروا قائداً يقف بشموخ أمامهم، ولذا يتوهمون أنهم لو رفعوا صوتهم قليلاً يمكن أن نقوم بما يريدون". وأكد أن تركيا تطالب بأن يتصرف حلف الناتو بما يتوافق مع هدف تأسيسه.
إعادة 370 إلى سوريا، ومغادرة 100 ألف إسطنبول إلى مدن تركية أخرى
أعلنت أنقرة على لسان فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، عودة نحو 370 ألف سوري من تركيا إلى المناطق المحررة في سوريا، وذلك بعد أسبوع من إعلانها مغادرة نحو 100 ألف سوري يقيمون في إسطنبول إلى أقاليم أخرى مسجلين بها.
حينها، أكد أن بلاده "وفرت جميع الخدمات الأساسية للسوريين من الأمن والصحة والتعليم والسكن والمياه والكهرباء دون أي تمييز بين مكونات الشعب السوري"، مشيراً إلى أن مسوّدة الخطة التركية حول المنطقة الآمنة تتضمن مشروع الإسكان الذي سيشمل تشييد 140 قرية، تتسع كل منها لـ5 آلاف شخص، و10 بلدات كل منها تتسع لـ30 ألفاً، وسيكون في كل بلدة مستشفيات وملاعب كرة ومساجد ومدارس.
متحدثاً عن تهجير الحرب السورية 5.6 مليون شخص في الدول المجاورة و6.6 مليون شخص داخل سوريا، وهي تعد أكبر موجة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إن نحو 100 ألف سوري يقيمون في إسطنبول دون موافقة السلطات غادروها منذ أوائل يوليو/تموز عندما حددت الحكومة مهلة للسوريين غير المسجلين بالمدينة لمغادرتها إلى أقاليم أخرى أو مواجهة الترحيل القسري، فيما غادر 200 ألف في الإجمال المدينة التركية الأكثر ازدحاماً، والتي انتقل إليها نحو نصف مليون سوري بعد الحرب.
3.6 مليون لاجئ على الأراضي التركية
تستضيف تركيا 3.6 مليون لاجئ فروا من الحرب الدائرة منذ ثماني سنوات في سوريا، وهو عدد أكبر مما تستضيفه أي دولة أخرى، وفق وكالة أنباء الأناضول الرسمية.
فيما تسعى الآن إلى إعادة بعض اللاجئين السوريين إلى منطقة شمال شرق سوريا، بعد أن تدخلت عسكرياً الشهر الماضي عبر عملية "نبع السلام" وقبلها "غصن الزيتون"، لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن الحدود مع أراضيها.