ذكرت مجموعةٌ من الناشطين والفنانين والأكاديميين العرب البارزين أنَّهم لم يعودوا يعتبرون تويتر وفيسبوك منصاتٍ آمنة، وطالبوا شركتي تطبيقي التواصل الاجتماعي ببذل المزيد من الجهد لحمايتهم.
وفي رسالةٍ مفتوحة نُشِرت الثلاثاء 3 ديسمبر/كانون الأول، ذكر حوالي 40 شخصاً وقَّعوا عليها أنَّ سياسات الشركتين -أو عدم وجودها- أسفرت عن "عواقب حقيقية على حياة الآلاف من الأصوات العربية"، وفق تقرير موقع Middle East Eye البريطاني.
وقيل في الرسالة إنَّها "أدت إلى اعتقال مدنيين أبرياء في العالم العربي وتعرُّضهم للإخفاء القسري والقتل خارج نطاق القضاء في بعض الأحيان، وأبرزهم الصحفي السعودي جمال خاشقجي".
وكان من بين الموقِّعين على الرسالة مضاوي الرشيد، الأستاذة في كلية لندن للاقتصاد، والمخرجة السعودية صفاء الأحمد، والناشط الحقوقي المصري محمد سلطان، إلى جانب عدة أشخاص آخرين.
تشكيل فِرَقٍ لحماية مستخدمي شبكات التواصل
وقال الموقِّعون على الرسالة كذلك إنَّهم يعتزمون تشكيل فِرَقٍ لحماية مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وتقديم الدعم القانوني لضحايا اختراق البيانات والمساعدة التقنية لحماية الخصوصية على الإنترنت.
وتأتي الرسالة بعد أسابيع من توجيه اتهام إلى اثنين من موظفي تويتر السابقين في محكمة فيدرالية في كاليفورنيا، بالتجسس على مستخدمي الموقع لمصلحة المملكة العربية السعودية، وتسريب بيانات بعض المستخدمين لمسؤولين سعوديين.
وذكرت شكوى قدَّمتها الحكومة الأمريكية في الشهر الماضي نوفمبر/تشرين الثاني، أنَّ أحد الموظفين اطَّلع على بيانات أكثر من 6 آلاف حساب على مرِّ سبعة أشهر، قبل أن تمنحه إدارة تويتر إجازةً إدارية.
وبعد 6 أشهر من منح الموظف إجازة إدارية، ذُكِر أنَّ جاك دورسي، الرئيس التنفيذي لشركة تويتر التقى بالأمير السعودي محمد بن سلمان، لمناقشة الاستثمار في التكنولوجيا، وبحث سبل إمكانية تعاون الرجلين لتدريب السعوديين.
وقال ناشطون سعوديون لموقع Middle East Eye البريطاني مؤخراً إنَّهم لا يعرفون ما إذا كانوا من بين الـ6 آلاف مستخدم الذين اختُرِقَت بياناتهم، لكنَّهم لم يتلقوا أي اتصالٍ من الشركة.
وأضافوا أنَّهم يخشون أن تكون المعلومات المسربة، التي تشمل عناوين بروتوكول الإنترنت الخاصة بهم قد استُخدِمت لاستهداف الناشطين الذين اختفوا لاحقاً واعتقالهم. فيما رفضت إدارة تويتر الإجابة عن أسئلة الموقع البريطاني الخاصة بالاختراق المزعوم.
ومع ذلك، قال الموقعون على الرسالة إنَّهم لا يركزون فقط على تويتر أو التجسس السعودي المزعوم أو حماية الخصوصية، بل أثاروا مخاوف أخرى كذلك بشأن الطرق الأخرى التي يُقوَّض بها خطابهم على شبكات التواصل الاجتماعي، حسب قولهم.
إسكات الأصوات المعارضة
إذ ذكروا في الرسالة أنَّ حسابات بعض "الناشطين العرب الصرحاء المناهضين للسلطوية" تعرَّضت للإغلاق أو التعليق، وأنَّ هناك عمليات تلاعب تجري عبر الخوارزميات في الهاشتاغات وعمليات البحث المتداولة "لإسكات الأصوات المعارضة".
وأعربوا كذلك عن قلقهم من الاستثمارات التي تُجريها حكومات الشرق الأوسط الاستبدادية في شركات منصات التواصل الاجتماعي "والتي عززت موقفها في إسكات الأصوات المعارضة في الداخل والخارج".
إذ جاء في الرسالة: "اليوم، لم يعُد مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي العرب يثقون في أنَّ شركات منصات التواصل الاجتماعي ستحمي بياناتهم الشخصية، بعدما شهدت زيادةً في الاستثمارات التي تضخها الأنظمة الاستبدادية".
وطالبوا الشركات في رسالتهم بـ "تعزيز وتنفيذ التزاماتها الأخلاقية والقانونية" بحماية بيانات المستخدمين وحياتهم، وإعادة تقييم سياساتها وتعزيزها.
هذا، واتصل موقع Middle East Eye بشركتي فيسبوك وتويتر يوم أمس للتعليق على الرسالة، لكنَّه لم يتلق رداً فورياً.