أصدرت لجنة شؤون الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي، الثلاثاء 3 ديسمبر/كانون الأول 2019، تقريراً اتهمت فيه الرئيس دونالد ترامب بارتكاب تجاوزات، والعمل لتحقيق مصالح سياسية شخصية، بالإضافة إلى عرقلة التحقيق الجاري معه.
قال معدو التقرير إن ترامب، وخلال أشهر، كان يسعى لاستخدام صلاحياته لاستدراج تدخل أجنبي من قبل الحكومة الأوكرانية، في انتخابات الرئاسة عام 2020 من أجل إعادة انتخابه.
ترامب "تجاوز حدود صلاحياته
حسب التقرير، فإن الرئيس "لم ير حدوداً" لصلاحياته، و "استغل اجتماعات في البيت الأبيض ومسألة المساعدات العسكرية"، وغير ذلك من أجل الحصول على "مساعدة أجنبية" لإعادة انتخابه.
كما اعتبر التقرير أن الاتصال الهاتفي بين الرئيس ترامب ونظيره الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في 25 يوليو/تموز الماضي، كان يمثل "تطوراً دراماتيكياً" لما وصفه بـ "الحملة من أجل تحقيق فوائد سياسية شخصية".
أشار التقرير إلى أن مدير مكتب ترامب أكد أن تقديم المساعدة لأوكرانيا كان مشروطاً بفتح تحقيقات مع منافس الرئيس السياسي، جو بايدن.
كما اتهم التقرير الرئيس الأمريكي بأنه عرقل التحقيق في قضية عزله من خلال "مهاجمة وتخويف" شهود العيان الذين أدلوا بشهاداتهم في الكونغرس، وطلب من شهود العيان وأجهزة حكومية تجاهل مذكرات الاستدعاء.
أعاد التقرير إلى الأذهان أن "تخويف شهود العيان" يعتبر جريمة فدرالية، وأنه لم يسبق لأي رئيس أمريكي أن يطلب من المسؤولين عدم الإدلاء بشهادات أمام الكونغرس.
التقرير أكد أن التحقيق مع ترامب يجب أن يستمر مع إحالة التقرير إلى لجنة الشؤون القضائية.
أعدت لجنة شؤون الاستخبارات تقريرها لإحالته إلى لجنة الشؤون القضائية، التي من المقرر أن تطلق جلسات الاستماع، غداً الأربعاء، لتحديد المواد لملف عزل ترامب من منصبه، والبتّ في مسألة طرحه على مجلس النواب.
الأدلة "دامغة وتدين الرئيس الأمريكي"
من جهته، كشف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي آدم شيف، أن التحقيق المتعلق بعزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد وجود أدلّة دامغة لا لبس فيها، على أن ترامب أساء استخدام سلطته عبر الضغط على أوكرانيا، للقيام بتحقيق يخدم حملة إعادة انتخابه، وتدخل أجنبي في الانتخابات لتحقيق مكاسب شخصية وسياسية.
في المقابل، ردَّ البيت الأبيض على تقرير لجنة الاستخبارات، مشيراً إلى أنه بعد عملية أحادية مخجلة فشل رئيس لجنة الاستخبارات آدم شيف والديمقراطيون في تقديم أي أدلّة تثبت ارتكاب ترامب أي عمل خاطئ.
وقال البيت الأبيض، إن "التقرير يقرأ مثل ما يصدر عن مدون جالس في قبو يثرثر جاهداً لإثبات تهمة لا أدلّة على وجودها".
رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي أوضح خلال مؤتمر صحفي ما جاء في التقرير، قائلاً "إن نتائج التحقيق توضح كيف أن ترامب كان يدفع رئيساً آخر للقيام بعمله المشين"، معتبراً أن "الأمر خطير للغاية أن يكون لديك رئيس يعتقد أنه فوق القانون".
أضاف شيف أن "ترامب وجّه وزارة الخارجية ومكتب الموزانة المعني بالإفراج عن المساعدات، بألا تتعاون من لجنة الاستخبارات، ومنع الشهود، وقام بتهديد آخرين"، معتبراً أنه بالتالي "عمل الكونغرس، وإذا لم نوقفه فإن ذلك سيتكرر".
شيف تابع "إذا سمح الكونغرس للرئيس بمواصلة هذا السلوك بالدعوة إلى التدخل في انتخاباتنا فإن ميزان القوى سيتغير إلى الأسوأ"، معبراً قلقه للغاية إذا تمّ تجاوز ما قام به ترامب.