قالت صحيفة The Daily Mail البريطانية إن المملكة العربية السعودية تعتزم إنشاء مدينة جديدة عابرة للحدود تخضع لقوانين غربية، بدلاً من الشريعة الإسلامية، في إطار استراتيجيتها طويلة الأمد لتصبح مركزاً عالمياً للأحداث الرياضية العالمية.
القوانين الغربية ستكون أحد العناصر الرئيسية في مدينة نيوم الجديدة وفق رؤية المملكة 2030 للمشروع الذي يقام شمال البلاد الغربي بالقرب من البحر الأحمر بتكلفة 520 مليار دولار.
مدينة نيوم على الطراز الغربي
من المفترض أن يساعد المشروع الجديد السعوديين على الفوز بحق تنظيم المزيد من الفعاليات الرياضية العالمية مثل نزال بطولة العالم في الملاكمة للوزن الثقيل الذي أنفقت السعودية حوالي 85 مليون دولار لاستضافته، والذي سيُقام يوم السبت المقبل 7 ديسمبر/كانون الأول بين الملاكمين أنتوني جوشوا وآندي رويز جونيور في العاصمة السعودية الرياض.
من المفهوم أنَّ الحكومة السعودية وظَّفت العديد من خبراء الشؤون العامة من جميع أنحاء العالم، من بينهم الكثيرون من بريطانيا، لتقديم الاستشارات بشأن المشروع الذي أطلقه الأمير السعودي محمد بن سلمان قبل عامين.
لكن من المنتظر أن تُسيَّر هذه المدينة الجديدة بصورةٍ مستقلة عن بقية أنحاء البلاد وفق ما أكدته معلومات القسم الرياضي بالصحيفة البريطانية، إذ ستخضع لقوانين مختلفة للعمال وحقوق المرأة، فضلاً عن حصول زوارها على المزيد من الحريات، مثل الحق في شرب الكحول.
في ظل انتقادات طالت المملكة لاستخدام الرياض كـ"غطاء"
يُذكَر أنَّ المملكة تعرَّضت لانتقادات من بعض منظمات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية لمحاولتها استغلال الرياضة لتحسين سمعتها العالمية السيئة باستضافة أحداث مثل نزال السبت -الذي أطلِق عليه اسم "نزال الكثبان"- ما أثار ردود فعل حادة في بعض الأوساط.
إذ تقول منظمة العفو إن النزال المُقبِل بين جوشوا ورويز سيُقام وسط اضطهادٍ متزايد للسكان المحليين السعوديين في المملكة التي شهدت تنفيذ 146 حُكماً بالإعدام في العام الجاري.
كذلك ترفض قناة RTVE الإسبانية الحكومية بث النسخة الافتتاحية من كأس السوبر الإسبانية الجديدة المقرر إقامتها الشهر المقبل يناير/كانون الثاني في جدة.
إذ أعلن اتحاد كرة القدم الإسباني تغيير شكل البطولة في وقتٍ سابق من العام الجاري، وبعدما كانت مباراةً واحدة تُقام في منتصف الموسم بين المتوج بلقب الدوري الإسباني والفائز بلقب الكأس الإسبانية، أصبحت تضم أربعة فرق، ومن المنتظر أن تشمل هذه النسخة برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد وفالنسيا.
لكن هذا الطموح الرياضي قائم رغم ذلك
مع ذلك لا توجد أي نية للحكومة السعودية لتقليص برنامجها الطموح الساعي إلى الحصول على حقوق تنظيم الأحداث الرياضية العالمية، وهو جزء من خطة أوسع لتنمية حصة قطاع السياحة إلى 10% من الاقتصاد الوطني بحلول عام 2030. وسوف يساعد ذلك في تقليل اعتماد الدولة على النفط.
إذ ستُنظِّم البلاد عدداً من الفعاليات الكبرى للمرة الأولى في العام المقبل 2020، بما في ذلك طواف سعودي للدراجات الهوائية من 5 مراحل بتنظيمٍ من مجموعة ASO -التي تُنظِّم طواف فرنسا- وسباق خيول سعودي تبلغ مجموع جوائزه 20 مليون دولار.
أيضاً هناك محادثات جارية بين الحكومة السعودية وشركة Liberty Media، التي تملك حقوق سباقات الفورمولا 1، حول إقامة جولةٍ من سباقات بطولة العالم للفورمولا 1 في المملكة.
غير أنَّ الشركة المُنظِّمة طلبت ضمانات بشأن ظروف العمل وتحقيق المساواة لجميع النساء اللواتي يدخلن البلاد وحريات الصحافة، وهي ضمانات سيكون من الأسهل على السعوديين منحها في مدينة جديدة مثل نيوم التي ستُدار بنظامٍ قضائي منفصل.
وعليه تنتظر المملكة إكمال بناء مدينة نيوم
هذا ومن المقرر أن تكتمل المرحلة الأولى من بناء مدينة نيوم بحلول عام 2025، مع أنَّها قد تتأخر بعد تأجيل بيع جزءٍ من أسهم شركة أرامكو السعودية الحكومية للنفط من أجل جمع الأموال.
ويأمل السعوديون كذلك أن تؤدي عملية تحرُّر جزء من البلاد إلى جعل المملكة أكثر جاذبية للمشجعين الذين يسافرون لحضور الفعاليات الرياضية.
فمع أنَّ تذاكر النزال المرتقب بين جوشوا ورويز في حلبة الدرعية المصممة خصيصاً له طُرحَِت للبيع في 60 دولة، لكنها لم تُبَع بالكامل.
جديرٌ بالذكر أنَّ النزال الذي سيحاول فيه جوشوا استعادة لقب رابطة الملاكمة العالمية ولقب الاتحاد الدولي للملاكمة ولقب منظمة الملاكمة العالمية سيُذاع على قناة Sky Sports غير المجانية مساء السبت.