عرض المحققون في ألمانيا مكافأةً قدرها 500 ألف يورو (ما يعادل 550 ألف دولار أمريكي) مكافأةً لمن يُدلي بمعلومات عن واقعة سرقة بمدينة دريسدن الألمانية، حيث استولى لصوص على ألماس لا يقدَّر بثمن من أحد المتاحف الحكومية.
وحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، قالت الشرطة إن المكافأة ستكون من نصيب أي شخص يدلي بمعلومات "قد تؤدّي إلى إلقاء القبض على الجناة أو استعادة القطع المنهوبة".
وتُواصل الشرطة بأنحاء ألمانيا بحثها عن اللصوص الذين اقتحموا متحف غرين فالت بقصر دريسدن الملكي، يوم الإثنين 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
مجوهرات لا تقدَّر بثمن
وبعدما قطع اللصوص التيار الكهربائي جزئياً عن الموقع واقتحموه من إحدى النوافذ، سرقوا مجوهرات لا تقدَّر بثمن يرجع تاريخها إلى القرن الثامن عشر، من بين مجموعة متعلّقات الحاكم الساكسوني السابق أوغستس ذا سترونغ.
قال المتحف يوم الأربعاء، إن الجناة نهبوا قِطعاً مُرصَّعة بمئات من قطع الألماس، ومن بينها قطعة دريسدن البيضاء الشهيرة التي تزن 49 قيراطاً، واستولوا على 11 قطعة ثمينة في تلك العملية، كما فُقِدت أجزاء من ثلاث قطع ثمينة أخرى.
وكانت ألماسة دريسدن البيضاء إحدى أغلى المجوهرات في المجموعة. وقال توبياس كورميند، تاجر الألماس والمدير العام بشركة 77 Diamonds، إن ثمن تلك القطعة قد يصل إلى 8 أو 9 ملايين جنيه إسترليني (ما يزيد على 10 أو 11 مليون دولار أمريكي). وقال: "لم تكن أي قطعة من الألماس لتكتسب تميُّزها الشديد لولا ألماسة دريسدن البيضاء الكبيرة".
وقد صُنِعت هذه الجوهرة ذات الشكل المربّع مُستديرة الحواف في بداية القرن الثامن عشر، واشتراها أوغستس ذا سترونغ، ناخب ساكسونيا، في عام 1728، نظير مبالغ طائلة.
الشرطة لم تعثر على أي أثر للجناة
وبثَّت الشرطة، التي تطارد أربعة من المشتبه بهم في واقعة السرقة، لقطاتٍ صوَّرتها كاميرات المراقبة، وقد ظهر فيها شخصٌ يحطّم فاترينة عرض باستخدام فأس.
وبخلاف السيارة المحروقة التي علمت الشرطة أن الجناة استخدموها للهروب، لم يعثر المحققون بعدُ على أي أثر للجناة.
قالت شرطة مدينة دريسدن إنهم يتواصلون مع زملائهم في برلين، لتبيُّن احتمالية صلة تلك الواقعة بأخرى شبيهة كانت قد شهدتها العاصمة قبل عامين؛ إذ سُرقت حينها عملة ذهبية تزن 100 كغم من عيار 24 قيراطاً من متحف بود في العاصمة برلين، وألقت الشرطة لاحقاً القبض على أربعة رجال لهم صِلات بإحدى عصابات برلين الشهيرة وقُدِّموا للمحاكمة.
وقالت الشرطة يوم الخميس، إن التحقيقات في حادث سرقة دريسدن تتم حالياً تحت قيادة مكتب المدّعي العام المعنيّ بمكافحة الجريمة المنظَّمة، وقد تضاعف حجم اللجنة الخاصة التي تشكّلت للتحقيق في واقعة السرقة، لتضم طاقماً من 40 شخصاً.
وقال رئيس الشرطة الإقليمية هورست كريتشسمار: "لن نفوّت شاردة ولا واردة لحل هذه القضية".