دعت اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي الرئيس دونالد ترامب لحضور أولى جلساتها بشأن مساءلته والمقرر أن تنعقد في الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2019، لتبدأ مرحلة جديدة في التحقيق الذي قد يفضي إلى توجيه اتهامات رسمية للرئيس في غضون أسابيع.
وترامب ليس ملزماً بحضور الجلسة، لكن الخطوة تسمح له ولفريقه القانوني بالاطلاع على إجراءات المساءلة في الكونغرس، والتي وصفها هو وجمهوريون آخرون بأنها غير منصفة لأسباب منها أن البيت الأبيض لم يتمكن من استدعاء الشهود أو استجوابهم.
ما أهمية هذه المرحلة؟
ومن المتوقع أن تكشف لجنة المخابرات بمجلس النواب، التي تقود تحقيق المساءلة في تعاملات ترامب مع أوكرانيا على مدى أسابيع من خلال الشهادات في جلسات سرية وجلسات مذاعة عبر التلفزيون، تقريراً رسمياً مشفوعاً بالأدلة بعد فترة قصيرة من عودة المشرعين إلى الكونغرس في الثالث من ديسمبر/كانون الأول بعد عطلة عيد الشكر القصيرة.
وستستخدم اللجنة القضائية التقرير لبحث الاتهامات الرسمية التي يمكن أن توصي بها للتصويت عليها في جلسة لجميع أعضاء مجلس النواب في منتصف ديسمبر/كانون الأول.
وأمهلت ترامب حتى الساعة السادسة مساء يوم الأحد (2300 بتوقيت غرينتش) لإبلاغ اللجنة بما إذا كان سيحضر الجلسة ولأن يوضح من سيكون محاميه.
ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب للتعليق.
وأبلغ النائب جيرولد نادلر، الرئيس الديمقراطي للجنة القضائية، ترامب في خطاب بأنه يذكّره بأن قواعد اللجنة تتيح له حضور الجلسة وتتيح لفريقه القانوني استجواب الشهود.
ترامب لديه الاختيار بين الحضور أو عدمه
وسيحضر الجلسة المقرر أن تبدأ في الساعة العاشرة صباحاً (1500 بتوقيت غرينتش) خبراء قانونيون، لم يتم الكشف عن هوياتهم بعد، كشهود.
وقال نادلر في بيان: "الرئيس لديه الاختيار: بوسعه أن يغتنم هذه الفرصة لأن يكون له تمثيل في جلسات المساءلة، أو يمكنه التوقف عن الشكوى من العملية". ومضى يقول: "آمل أن يختار المشاركة".
وأضاف نادلر في بيانه: "التحقيق في عزل ترامب يدخل مرحلة جديدة"، مشيراً إلى أنه أرسل خطاباً لترامب ليبلغه بذلك حتى يتسنى له المثول أمام اللجنة إما بشكل مباشر أو بواسطة محامٍ كما كان يفعل الرؤساء السابقون، فليغتنم هذه الفرصة أو ليكف عن انتقاداته لجلسات عزله.
ويركز تحقيق المساءلة على ما إذا كان ترامب استغل سلطاته للضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتحقيق مع منافسه السياسي جو بايدن، بالإضافة إلى التحقيق في نظرية لا تستند إلى أساس بأن أوكرانيا وليس روسيا هي من تدخلت في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016.
ونفى ترامب، في مقابلة يوم الثلاثاء، مع بيل أورايلي مذيع فوكس نيوز السابق، أن يكون قد وجه محاميه الشخصي رودي جولياني، الذي ضغط على أوكرانيا للشروع في التحقيقات، بأن يتصرف نيابة عنه سعياً للحصول على مساعدة أوكرانيا في تشويه سمعة منافسيه السياسيين.
وقال ترامب لأورايلي: "لا، لم أوجهه، لكنه محارب"، مضيفاً أن جولياني "من المحتمل أنه رأى شيئاً ما" وأنه "عمل في أوكرانيا لسنوات".
وقال جولياني إنه أجرى تحقيقاً في الفساد وفي تواطؤ محتمل في أوكرانيا في إطار دوره كمحامي دفاع محاولاً تبرئة ترامب.
ويركز التحقيق على مكالمة هاتفية في 25 يوليو/تموز طلب خلالها ترامب من زيلينسكي فتح تحقيق فساد مع بايدن، الأوفر حظاً لنيل ترشيح الديمقراطيين لمنافسة ترامب في انتخابات الرئاسة في 2020، ومع نجله هنتر الذي عمل لحساب شركة طاقة أوكرانية خلال تولي والده منصب نائب الرئيس السابق باراك أوباما.