أخيراً، وبعد ست سنوات من الاحتجاز، غادر الصحفي الكردي الإيراني بهروز بوشاني، يوم الخميس 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجزيرة التي احتجزته فيها أستراليا متوجهاً إلى نيوزيلندا.
طالب لجوء كردي إيراني يغادر أستراليا بعد ست سنوات من الاحتجاز
ووفقاً لما نشرته شبكة BBC البريطانية فإن الصحفي الكردي الإيراني، والذي كان يطلب اللجوء السياسي، استطاع خلال فترة احتجازه كتب كتاب من خلال تطبيق واتساب وقد تعهد بعدم العودة أبداً إلى بابوا غينيا الجديدة التي احتُجز فيها.
وسبق أن أُرسل الصحفي إلى جزيرة مانوس في بابوا غينيا الجديدة في عام 2013، بعد وصوله إلى الأراضي الأسترالية على متن قارب.
كان يأمل في طلب اللجوء، لكنه سقط فريسة سياستها الصارمة تجاه اللاجئين.
يقول: "وصلت لتوّي إلى نيوزيلندا"، وتابع: "أنا سعيد للغاية للحصول على الحرية بعد أكثر من ست سنوات".
وأضاف: "تلقيت دعوة من مهرجان Word في مدينة كرايستشيرش وسأشارك في حدث هنا. شكراً لجميع الأصدقاء الذين جعلوا هذا يحدث".
كان الصحفي الكردي الإيراني قد اعتقل بعد وصوله أستراليا في عام 2013
بوشاني وصل إلى جزيرة كريسماس الأسترالية في يوليو/تمّوز 2013. وفي الشهر نفسه، تعهد رئيس الوزراء آنذاك بعدم إعادة توطين أي طالب لجوء يصل على متن قارب في أستراليا، حتى لو ثبت أنه لاجئ حقيقي.
تقول أستراليا إن سياساتها ضرورية لردع المحاولات الخطيرة للوصول إلى البلاد عن طريق البحر.
لذا بدلاً من الوصول إلى أستراليا، التي كان يأمل في بدء حياة جديدة فيها، نُقل بوشاني إلى جزيرة مانوس حيث يوجد لأستراليا مركز عمليات خارجي.
وقال لشبكة BBC البريطانية في يناير/كانون الثاني 2019: "لم أكن أريد الذهاب إلى السجن في إيران، لذلك رحلت، وعندما وصلت إلى أستراليا وضعوني في هذا السجن لسنوات".
لكنه استطاع تأليف كتاب أثناء احتجازه ما مهد الطريق للحصول على الحرية
أصبح بوشاني أحد أكثر الأصوات المعروفة في جزيرة مانوس، وقد سجَّل الأحوال المعيشية لرفاقه من طالبي اللجوء ونشر كتابه No Friend But the Mountains: Writing from Manus Prison في عام 2018.
تبيَّن أن هذا الكتاب كان تذكرته للخروج من الجزيرة؛ إذ منحته نيوزيلندا تأشيرة لمدة شهر حتى يتمكن من حضور مهرجان أدبي في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، وهي المرة الأولى التي يُسمح له فيها بمغادرة بابوا غينيا الجديدة منذ أغسطس/آب 2013.
ومن نيوزيلندا، يأمل الصحفي في السفر إلى الولايات المتحدة، وقال لصحيفة الغارديان البريطانية التي كتب لها كثيراً خلال سنوات عمله في جزيرة مانوس: "لن أعود إلى ذلك المكان أبداً".
وتابع: "أريد فقط التحرر من المنظومة، من هذه الإجراءات. أريد فقط أن أكون في مكان ما أكون فيه شخصاً، وليس مجرد رقم، وليس مجرد لاجئ".
وقد هرب الصحفي الإيراني من بلده بسبب مشاكله مع السلطات
وقد عرضت نيوزيلندا في وقت سابق إعادة توطين 150 لاجئاً من مراكز الاحتجاز الأسترالية في الجزيرة.
وحتى الآن رفضت السلطات الأسترالية هذا العرض. يمكن للاجئين في بابوا غينيا الجديدة وجزيرة ناورو إما أن يختاروا إعادة التوطين في تلك الدول، أو التقدم بطلب لعدد محدود من الأماكن في الولايات المتحدة، أو العودة إلى بلادهم الأصلية.
ومع ذلك، فإن إجراءات الولايات المتحدة تستغرق وقتاً طويلاً، ورغم منح العديد من طالبي اللجوء -مثل بوشاني- صفة اللاجئ في بابوا غينيا الجديدة، إلا أنهم لا يريدون البقاء. يقول الكثيرون إن العودة إلى الوطن ليست خياراً.
قال بوشاني إنه قرر الهروب من إيران بسبب مشاكل مع السلطات بسبب عمله الصحفي.