سلَّمت كوريا الجنوبية إلى جارتها الشمالية صيادَين من مواطنيها، يُشتبَه في قتلهما 16 من زملائهما بطاقم الصيد، ثم الهرب إلى الجنوب.
وفق تقرير شبكة BBC البريطانية، عَبَر الصيادان الحدود البحرية، يوم السبت 2 نوفمبر/تشرين الثاني، لكن اعتقلتهما السلطات في كوريا الجنوبية لاحقاً.
وعادةً ما تمنح كوريا الجنوبية حق اللجوء للهاربين إليها من جارتها الشمالية، لكنها قالت إنَّ هذين الرجلين يشكّلان خطراً على الأمن القومي.
وتعاملت السلطات الجنوبية معهما باعتبارهما مجرَمين وأعادتهما إلى بلدهما.
وعقب عبور الحدود على متن قاربهما المخصص لصيد الحبّار، استغرقت القوات البحرية الكورية الجنوبية يومين للقبض عليهما.
اعترفا بأنهما قَتلا
ونقلت وكالة أنباء "يونهاب" عن مسؤولين، أنَّ الصيادَين اعترفا بأنهما قتلا قبطان القارب، بمساعدة رجل آخر، في أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بسبب معاملته القاسية.
ثم قتلا بقية أعضاء طاقم الصيد لاحتجاجهم على قتل القبطان، واحداً تلو الآخر، وألقيا جثثهم في المياه.
وفي البداية، عاد المشتبه فيهم الثلاثة إلى كوريا الشمالية، لكن عندما ألقت الشرطة المحلية في أحد الموانئ القبض على أحدهم، قرر الاثنان الآخران الفرار على قاربهما إلى الجنوب.
وذكرت وزارة التوحيد في سيول، لـBBC البريطانية: "عندما لم نتمكن من الوثوق بنيتهما وراء الفرار من الشمال"، قررنا عدم السماح "لهذين المجرمين الخطرين" بالبقاء.
وأضافت الوزارة أنَّ الرجلين، وهما في عقديهما العشرين، سُلِّما إلى السلطات الشمالية في القرية الحدودية بانمونجوم بالمنطقة منزوعة السلاح.
وهذه هي أول واقعة ترحيل لكوريين شماليين من الجنوب عبر بانمونجوم. يشار إلى أنه لا يوجد اتفاق لتسليم المجرمين بين الكوريتين الشمالية والجنوبية.
وعادة ما يكون الفارون في شبه الجزيرة الكورية مواطنين من الشمال يحاولون الهروب من الديكتاتورية المغلقة، إلى الجنوب الديمقراطي الأكثر ثراءً.
وتنطوي محاولات الفرار هذه على خطورة عالية؛ ففي بعض الحالات، عبَر الجنود الحدود مشياً على الأقدام، وغالباً تحت وابل من الرصاص.
وحتى عام 2017، وصل عدد الهاربين من كوريا الشمالية إلى الجنوبية إلى 1.127 شخصاً، وفقاً لبيانات من سيول.
وعادة يخضع الهاربون لاستجواب سلطات الاستخبارات الكورية الجنوبية، ويقضون بعض الوقت في منشأة حكومية لإعادة التأهيل، قبل إطلاق سراحهم ودمجهم في المجتمع.
ومعظم الكوريين الشماليين الذين يفرّون يفعلون ذلك عبر الصين، التي لها حدود أطول مع كوريا الشمالية، وحيث يسهل العبور مقارنة بالمنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين والخاضعة لحراسة مشددة.
وتعتبر الصين هؤلاء المنشقين مهاجرين غير شرعيين، وليسوا لاجئين، وغالباً ما تعيدهم قسراً إلى دولتهم.