أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأربعاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أن الاجتماع مع ممثلي مصر وإثيوبيا والسودان لحل النزاع الطويل حول سد "النهضة" الإثيوبي سار بشكل جيد.
ترامب يقول إن اجتماعه بخصوص سد النهضة كان جيداً
وقد قال ترامب في تغريدة نشرها على حسابه بموقع "تويتر": "انتهيتُ للتو من اجتماع مع كبار ممثلي مصر وإثيوبيا والسودان، للمساعدة في حل نزاعهم الطويل حول سد النهضة الإثيوبي الكبير، أحد أكبر المشاريع في العالم، والذي يجري بناؤه حالياً".
وأضاف: "سارت الجلسة بشكل جيد، وستتواصل المناقشات على مدار اليوم".
ومؤخراً أعلنت إثيوبيا ومصر قبولهما المشاركة في مفاوضات بشأن سد "النهضة" تستضيفها واشنطن، في أعقاب إعلان القاهرة أن المباحثات وصلت إلى "طريق مسدود"، يحتاج وسيطاً، وهو ما رفضته أديس أبابا في البداية.
واكتسبت قضية السد زخماً دولياً في الآونة الأخيرة، كان أبرز مظاهره اقتراح روسيا، أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، القيام بوساطة لحل الأزمة المتعلقة بعدم الاتفاق على عدد سنوات وقواعد ملء وتشغيل السد.
كما نفت إسرائيل صحة ما يتردد عن تقديمها مساعدات عسكرية دفاعية لأديس أبابا لحماية السد، عقب تلويح رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، باستخدام الخيار العسكري لحماية السد، قبل أن يعلن أن تصريحاته "اجتُزئت من سياقها"، ويؤكد التزام بلاده مسار المفاوضات.
وقد أعلنت القاهرة عن تخوفاتها من موقف إثيوبيا بخصوص السد
وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، والبالغة 55 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليار.
فيما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء في الأساس.
وسبق أن قالت الرئاسة المصرية، الإثنين، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "مهتم شخصياً" بنجاح مفاوضات سد النهضة، التي تستضيفها واشنطن، الأربعاء.
وأوضحت في بيان، نشرته وكالة الأنباء الرسمية، أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الأمريكي، تناول عدداً من الملفات الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقدَّم السيسي "الشكر" إلى ترامب على "استضافة ورعاية الولايات المتحدة للمفاوضات الثلاثية الخاصة بسد النهضة"، والتي تجري في واشنطن الأربعاء، على مستوى وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا.
ونقل بيان الرئاسة المصرية عن ترامب تأكيده خلال الاتصال، "اهتمامه الشخصي وحرصة البالغ على نجاح هذه المفاوضات".
وأشار البيان إلى إبلاغ ترامب، السيسي أنه "سيستقبل شخصياً وزراء الخارجية الثلاثة في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في مستهل هذه المفاوضات؛ تأكيداً لحرصه على خروج المفاوضات بنتائج إيجابية وعادلة تحفظ حقوق جميع الأطراف".
خاصة بعد فشل المفاوضات مع إثيوبيا لتعنُّت الأخيرة
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت مصر وصول مفاوضات سد النهضة إلى "طريق مسدود"، مُطالِبةً بوسيط دولي، في مقابل رفض إثيوبي، تبعه إعلان أديس أبابا الموافقة على حضور اجتماع تستضيفه واشنطن، الأربعاء، وتحضره القاهرة والخرطوم.
ويقدر مراقبون أن مشروع السد، البالغة تكلفته 4.8 مليار دولار، سيكون عند اكتماله في 2022، أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية بإفريقيا، ويولد أكثر من ستة آلاف ميغاواط من الكهرباء.
ويشكل سد النهضة أزمة حقيقية للقاهرة بسبب تأثيره على المياه
وسجلت أزمة "سد النهضة" الإثيوبي حضوراً طاغياً بمصر وإثيوبيا، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، فيما يشبه "الفيضان"، بعد أشهر من الهدوء النسبي، وسط آمال بانفراجة خلال مفاوضات التي انطلقت في واشنطن 6 نوفمبر/تشرين الجاري.
وشهدت الخرطوم، يومي 4 و5 أكتوبر/تشرين الأول، الاجتماع الثلاثي لوزراء الموارد المائية والري في مصر والسودان وإثيوبيا، لبحث ملف السد.
وفي حين لم يصدر عن الاجتماع بيان ختامي، ناقش الوزراء الثلاثة "مقترحات ملء وتشغيل السد، ونتائج اجتماعات اللجنة الفنية الثلاثية، التى بحثت تلك المسألة على مدى 4 أيام".
وتبادلت مصر وإثيوبيا الاتهامات والتصريحات التي جاءت "تصعيدية" و "تهديدية"
وتفرَّد الجانب المصري في أن تصريحاته كانت "الأكثر فيضاً" حول القضية وعلى أعلى مستويات الدولة، حيث شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أن الدولة بـ "مؤسساتها كافةً ملتزمة" بحماية مياه النيل.
كما أن إثيوبيا هي الأخرى لم تتوقف عن التصريحات وإن كانت بوتيرة أقل، لكنها أثارت كثيراً من الجدل، خاصةً تصريحات رئيس الوزراء آبي أحمد، أمام البرلمان، في 23 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال آبي أحمد، أمام البرلمان: "لا توجد قوة يمكنها منع إثيوبيا من بناء سد النهضة"، مشيراً إلى أن بلاده "ستحشد مليون شخص للدفاع عن السد عند الضرورة، لكن الحرب لن تفيد أحداً".
وردَّ الجانب المصري، في بيان للخارجية، معبّراً عن "صدمته" من تلك التصريحات، ومعرباً عن رفضه واستنكاره لها.
وهدأت الأمور نسبياً بين الجانبين مع اجتماع السيسي وآبي أحمد في روسيا، على هامش القمة الروسية-الإفريقية، الأسبوع الماضي.
كما وجهت واشنطن دعوة إلى مصر والسودان وإثيوبيا، للقاء في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، من أجل "التباحث حول كسر جمود مفاوضات سد النهضة الإثيوبي".
وأعلنت مصر وإثيوبيا والسودان، في بيانات منفصلة، المشاركة في المفاوضات بغية "كسر جمود" المفاوضات.