كشف رئيس الوزراء الإسرئيلي، بنيامين نتنياهو عن بعضٍ من مشاوراته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل نهاية العام 2017.
وجاء ذلك في كلمة لنتنياهو في المؤتمر السنوي لوسائل الإعلام المسيحية الدولية المقام في القدس، أمس الأحد 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
وتحدث نتنياهو عن المكالمة التي أجراها مع ترامب قبل قرار الإدارة الأمريكية، وقال: "أود أن تعلموا أن الرئيس ترامب تشاور معي قبل أن يتخذ هذا القرار (الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل)، وسألني ماذا أعتقد سيحدث في أعقابه؟ هل سيندلع عنف واسع النطاق؟ هل ستكون هناك مظاهرات في جميع أنحاء العالم العربي؟".
وأضاف نتنياهو: "جاوبت بأنني لا أستطيع أن أجزم بأنه لن تكون هناك اعتراضات، ولكنني لا أعتقد أن هذا سيحدث، فهو قام بهذه الخطوة وماذا حدث على الأرض؟ لا شيء".
وتابع نتنياهو: "كما قرر الرئيس ترامب الاعتراف بهضبة الجولان كجزء من دولة إسرائيل السيادية، وقالوا مرة أخرى إن هذا سيُحدث اهتزازاً كبيراً ولكن ماذا حدث فعلاً؟ لا شيء، ولماذا؟ لأن شيئاً كبيراً جداً يحدث وهو تغيير نظرة الكثيرين في الشرق الأوسط إلى إسرائيل"، وفق قوله.
تطبيع مع إسرائيل
من جانب آخر، قال نتنياهو إن "الدول العربية لم تعد تتعامل مع إسرائيل كأنها عدو، بل كحليف ضروري في مكافحة التنظيمات المتطرفة وإيران"، وفق قوله.
وأشار إلى أنه يتم النظر إلى إسرائيل على أنها "حليف ضروري"، في مكافحة تنظيمات مثل "الدولة الإسلامية" (داعش)، والقاعدة، وجماعات تدعمها إيران.
وأضاف أن "الدول العربية تعترف بأن هذا التشدد يُعرضها للخطر ليس أقل مما هو يُعرض إسرائيل للخطر، فلذلك لدينا مصلحة مشتركة، ولكن علاوةً على المصلحة المشتركة التي تجمعنا ضد عدو مشترك، فإن العلاقات بيننا بدأت تشهد تطبيعاً في مجالات متنوعة".
وتابع: "هذا ليس فقط من أجل طرد الشر، ولكن أيضاً من أجل رعاية الخير، وذلك من خلال علاقات اقتصادية وتكنولوجية وأخرى، هناك تغيير واضح وهذا مهم لأن في نهاية المطاف، هكذا سنحقق السلام"، وفق تعبيره.
وعلى الرغم من ذلك، قال نتنياهو إن "امتلاكنا المصالح المشتركة لا يعني بالضرورة أننا نشاطر نفس القيم، أنا لا أزعم أن الدول العربية من حولنا هي ديمقراطيات غربية، لكنها تدرك أنه ما لم نتعاون معاً فإن قوة شريرة كبيرة ستهددنا، وستزيل الطموحات لإحداث تغيير والأمل بتحقيق مستقبل أفضل لمواطنينا".
ولم يسمِّ نتنياهو دولاً عربية تُطبع علاقات معها، لكنّ دولاً عربية أظهرت مؤخراً مؤشرات على إقامة علاقات مع إسرائيل، من بينها البحرين التي قال وزير خارجيتها خالد بن أحمد آل خليفة إن "إسرائيل وُجدت لتبقى، ولها الحق في أن تعيش داخل حدود آمنة".
كما سمحت السعودية مؤخراً لكادر فريقها لكرة القدم بزيارة القدس التي دخلها وسط انتشار مكثف للجنود الإسرائيليين، فضلاً عن أن زيارة الإعلامي والناشط السعودي محمد سعود لإسرائيل أعطت مؤشراً آخر على تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل.
وبحسب معلومات حصل عليها "عربي بوست" في يوليو/تموز الماضي، فإن سعود يعمل ضمن فريق أمني يشرف عليه الأكاديمي أنور عشقي، وهو ضابط استخبارات ولواء متقاعد من القوات المسلحة السعودية، وكان مستشاراً للأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود.
مواجهة إيران
وبشأن إيران، اعتبر نتنياهو أن أهم شيء بالنسبة لإسرائيل "ضمان عدم قيامها بتطوير الأسلحة النووية وبأننا سنصد تقدمها نحو إقامة إمبراطورية واحتلال دول أخرى".
وقال: "أعتقد أن سياسة الرئيس ترامب التي تعتمد الحد الأقصى من الضغوط الاقتصادية على إيران سياسة صحيحة، ويسرني أنه تم تشديدها مؤخراً من خلال فرض المزيد من العقوبات، أعلم أنه يوجد لذلك تأثير واضح على القدرة الإيرانية على تمويل عدوانها، ويمكن ملاحظة ذلك".
وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل ملتزمة بمنع إيران من التموضع عسكرياً على الحدود مع سوريا، وقال: "نتخذ الإجراءات المناسبة من أجل إحباط ذلك، أعتقد أن هذا ضروري لأنه إذا حصلت إيران على مرادها لانهار الشرق الأوسط، إن لم تكن إسرائيل هنا في قلب الشرق الأوسط، لكانت إيران قد حققت انتصارها، ربما كانت تمتلك الآن الأسلحة النووية".
وتابع قائلاً: "نحن ملتزمون بهاتين الغايتين: منع إيران من تطوير الترسانة النووية ومنعها من احتلال الجزء الخاص بنا في الشرق الأوسط، نتعاون مع الولايات المتحدة بطرق كثيرة ومن بينها طرق لا أستطيع أن أفصح عن تفاصيلها هنا".