قال نايجل فيراج، زعيم حزب بريكست البريطاني، إنه لن يخوض الانتخابات المقررة الشهر المقبل، وإنه يفضل الدعوة إلى رفض الاتفاق الذي توصل إليه رئيس الوزراء بوريس جونسون لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف فيراج لبرنامج آندرو مار، الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "فكرت ملياً في هذا: كيف أخدم قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي على النحو الأمثل؟".
خطته البديلة
وقال: "هل أجد لنفسي مقعداً وأدخل البرلمان أم أخدم القضية على نحو أفضل، بأن أجوب المملكة المتحدة طولاً وعرضاً لدعم 600 مرشح، وقررت أن الخيار الثاني هو الصائب".
وأسس فيراج، الناشط المناهض للاتحاد الأوروبي حزب بريكست هذا العام، وفاز سريعاً بأغلب الأصوات البريطانية في انتخابات الاتحاد الأوروبي، في مايو/أيار.
واعتبر إعلانه هذا الأسبوع بأن الحزب سيقدم مرشحين في جميع الدوائر في الانتخابات المبكرة، الشهر المقبل، بمثابة انتكاسة محتملة لجونسون، ويهدد بتقسيم أصوات مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وكان فيراج من قبل يقود حزب الاستقلال البريطاني، ولعب التهديد بأنه قد يسحب الأصوات من حزب المحافظين دوراً رئيسياً في إقناع رئيس الوزراء في ذلك الوقت ديفيد كاميرون، بإجراء استفتاء عام 2016، الذي صوتت فيه بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد.
"ليس خروجاً"
قال فيراج، الذي خاض الانتخابات البرلمانية سبع مرات ولم يفز، إن حزبه ينافس على العديد من المقاعد، ومن المحتمل أن يقسم أصوات أنصار الخروج لأن اتفاق جونسون مع الاتحاد الأوروبي "ليس خروجاً".
وأضاف: "لو كان بوريس (جونسون) يسعى إلى خروج حقيقي لما احتجنا خوض حرب ضده في هذه الانتخابات".
وكان قد انتقد الاتفاق الذي توصل إليه جونسون باعتباره معاهدة تربط بريطانيا بأهداف الاتحاد الأوروبي السياسية، ويقول إن بريطانيا يجب أن تسعى إلى اتفاق للتجارة الحرة بدلاً منه. وتقول الحكومة إن الانتقاد غير دقيق وإن اتفاق الخروج هو أفضل سبيل للانتقال بسلاسة إلى اتفاق تجارة حرة في المستقبل.
ويتقدم حزب المحافظين الذي يتزعمه جونسون في الانتخابات المقرر يوم 12 ديسمبر/كانون الأول، لكن في ظل الانقسام الكبير الذي تشهده البلاد بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي يصعب بدرجة كبيرة التنبؤ بالنتيجة.
والناخبون المناهضون للخروج منقسمون بين عدة أحزاب معارضة، في حين سعى جونسون لحشد مؤيدي الخروج وراء حزب المحافظين.
وقال فيراج، الذي يحظى حزبه بتأييد ما بين سبعة و13% من أصوات الناخبين وفقاً لاستطلاعات أجريت في الفترة الأخيرة، إنه كان يريد تشكيل "تحالف خروج" لكن مناشداته للمحافظين ذهبت سدى.
وأضاف: "ما زلت آمل وأدعو أن يحدث ذلك، لكن لا يبدو أن هذا سيحدث".
وتولى جونسون رئاسة الوزراء في يوليو/تموز بعد استقالة تيريزا ماي من المنصب، عقب فشلها في إقناع البرلمان بقبول اتفاق تفاوضت عليه مع الاتحاد الأوروبي.
وأربك جونسون منتقديه بتوصله لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، في أكتوبر/تشرين الأول، يختلف عن اتفاق ماي بالأساس، في أنه يسمح بتطبيق العديد من قواعد الاتحاد الأوروبي على إقليم أيرلندا الشمالية البريطاني، في حين تسير بقية البلاد في طريقها المستقل.
ودعا جونسون إلى انتخابات مبكرة، مدافعاً بأنه يحتاج لتفويض جديد لتطبيق اتفاقه.
وقال جونسون إنه استبعد التحالف مع أي حزب آخر، لأن ذلك من شأنه أن يأتي بزعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين رئيساً للوزراء.
وقال خلال مقابلة مع قناة سكاي نيوز إن فشله في إخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، مثلما وعد، لهو "أمر مؤسف بشدة"، لكنه شدد على أن اتفاقه لا يزال السبيل الوحيد لإخراج بلاده من التكتل.
وأضاف: "السبيل الوحيد للخروج من الاتحاد الأوروبي حالياً، والسبيل الوحيد لإنجاز البريكست هو المضي قدماً في الاتفاق الذي توصلنا إليه".