قالت مصادر طبية وأمنية، الثلاثاء 29 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إن 14 شخصاً على الأقل قُتلوا وأصيب 865 أثناء الليل، بعدما فتحت قوات الأمن العراقية النار على محتجين في مدينة كربلاء.
وذكرت مصادر طبية أن ثلاثة محتجين فارقوا الحياة في مدينة الناصرية بجنوب البلاد متأثرين بجروح أصيبوا بها في احتجاجات سابقة.
وتظاهر العراقيون في الشوارع لليوم الرابع الإثنين 28 أكتوبر/تشرين الأول 2019، في إطار موجة ثانية من الاحتجاجات المناهضة لحكومة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي ولنخبة سياسية يقولون إنها فاسدة وبعيدة عن أرض الواقع.
ووصل العدد الإجمالي للقتلى منذ بدء الاضطرابات في أول أكتوبر/تشرين الأول إلى 250 شخصاً على الأقل.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع باتجاه طلاب مدارس وجامعات تحدّوا أمس الإثنين 28 أكتوبر/تشرين الأول 2019 تحذيراً من عبدالمهدي، وانضموا للآلاف في بغداد رفضاً للحكومة.
وشوهد جنود يضربون طلاباً في المرحلة الثانوية بالهراوات في منطقتين ببغداد. وأدان بيان لوزارة الدفاع الواقعة، وقال إن الجنود لا يمثلون الجيش العراقي. ولم يذكر ما إذا كان الجنود سيعاقبون.
ودعا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الإثنين 28 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إلى إجراء انتخابات مبكرة بعد إعلان حظر التجوال في العاصمة بغداد. ويدعم الصدر أكبر كتلة برلمانية وساعد حكومة عبدالمهدي الائتلافية الهشة على الوصول للسلطة.
رغم ذلك.. فالاحتجاجات متواصلة
وبعد ليلة دامية شهدتها مدينة كربلاء، خرج مئات الطلبة، الثلاثاء 29 أكتوبر/تشرين الأول 2019، في تظاهرة للتعبير عن تنديدهم بقمع قوات الأمن للاحتجاجات الشعبية ودعمهم لمطالبها.
ورفع المتظاهرون لافتات حملت اسم رئاسة جامعة كربلاء، وهو ما يعني تضامن رئاسة المؤسسة مع الاحتجاجات.
وقال جمعة العاني، وهو طالب في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة بالجامعة، إن الطلبة خرجوا للتظاهر تعبيراً عن تنديدهم بقمع قوات الأمن للاحتجاجات.
وأضاف العاني: "نريد أن نعرف فقط، قوات الأمن لحمايتنا أم لقتلنا؟! كيف لمؤسسة يفترض بها أن تكون حامية للبلد تتحول إلى آلة لقتل العراقيين".
وذكر أن "الحل الوحيد لما يجري رحيل الحكومة وتفكيك النظام السياسي المبني على الفساد والمحاصصة".
وفي وقت سابق الثلاثاء 29 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أفادت مفوضية حقوق الإنسان في العراق (رسمية تابعة للبرلمان)، بمقتل 18 شخصاً وإصابة أكثر من 800 آخرين خلال إطلاق قوات الأمن النار لتفريق الاحتجاجات في كربلاء ليلة الإثنين، فيما تحدثت وسائل إعلام محلية عن مقتل 20 شخصاً.
.. وقيادة الجيش تنفي سقوط ضحايا
لكن قيادة الجيش في المحافظة نفت سقوط أي ضحايا في الاحتجاجات.
وقال قائد عمليات الفرات الأوسط، اللواء الركن علي الهاشمي، إن "الوضع جيد جداً في كربلاء، ولا حظر للتجوال حالياً".
ونفى الهاشمي سقوط قتلى في فض تظاهرات كربلاء.
وأشار إلى أن أغلب تظاهرات محافظة كربلاء سلمية.
واحتجاجات كربلاء جزء من موجة احتجاجات جديدة تشهدها بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، منذ الجمعة، قتل خلالها نحو 100 شخص.
وتعد موجة الاحتجاجات الجديدة هي الثانية من نوعها خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد أخرى قبل نحو أسبوعين شهدت مقتل 149 محتجاً و8 من أفراد الأمن.
وطالب المحتجون في البداية بتحسين الخدمات العامة، وتوفير فرص عمل، ومكافحة الفساد، قبل أن يرتفع سقف مطالبهم إلى إسقاط الحكومة؛ إثر استخدام الجيش وقوات الأمن العنف المفرط بحقهم، وهو ما أقرت به الحكومة، ووعدت بمحاسبة المسؤولين عنه.
ومنذ بدء الاحتجاجات، تبنَّت حكومة عادل عبدالمهدي عدة حزم إصلاحات في قطاعات متعددة، لكنها لم تُرضِ المحتجين، الذين يصرون على إسقاط الحكومة.
ويسود استياء واسع في البلاد من تعامل الحكومة العنيف مع الاحتجاجات، فيما يعتقد مراقبون أن موجة الاحتجاجات الجديدة ستشكل ضغوطاً متزايدة على حكومة عبدالمهدي، قد تؤدي في النهاية إلى الإطاحة بها.