منحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عقد حوسبة سحابية قيمته 10 مليارات دولار لشركة مايكروسوفت، وأدارت ظهرها لشركة أمازون، بعد منافسة استمرت لأكثر من عام.
وقد كانت عملاقة التسوق عبر الإنترنت لها السبق في المنافسة على واحد من أكثر العقود العسكرية جاذبية وحساسية في العالم، الذي سيستمر لمدة 10 سنوات، ويغطي العمليات الإدارية والقتالية.
إذ أعلن البنتاغون، مساء الجمعة 25 أكتوبر/تشرين الأول، أن "مشروع Jedi"، الذي ترمز حروفه إلى اسمه الكامل Joint Enterprise Defense Infrastructure (المشروع المشترك للبنية التحتية للدفاع)، سوف يُمنح لشركة مايكروسوفت ومقرها سياتل، التي تعتبر واحدة من "الشركات الثلاث الكبرى" في مجال الحوسبة السحابية، إلى جانب أمازون وجوجل.
وقال متحدث رسمي: "هذا العقد سيتعامل مع المتطلبات التي لم تُلبَّ لمقاتل الحرب العاجلة من أجل توفير بنية تحتية سحابية على مستويات التصنيف الثلاثة، حتى تصل بنا إلى التميز التكتيكي".
وقد وضع هذا القرار نهاية لخصومة شديدة بين أمازون ومقدمي السحب الآخرين، الذين اتهموا الحكومة الأمريكية بتفضيل أمازون عن عمد، وتضييق المنافسة، وفق صحيفة Telegraph البريطانية.
خصومة شخصية بين ترامب وأمازون
يسعد هذا القرار أيضاً دونالد ترامب، الذي جعل من أمازون هدفاً شخصياً بوصفها جزءاً من خصومته مع مالكها جيف بيزوس، الذي وعد مؤخراً بالتدقيق في عمليات العطاءات "عن كثب" بعد أن تلقى شكاوى من "شركات عملاقة".
قد يمنح ذلك التدخل ذريعة لأمازون للطعن في القرار، مثلما احتج مقدمو السحب المنافسين مثل Oracle وIBM على قرار البنتاغون في وقت سابق، بالاعتماد على بائع واحد فقط، في حين كانوا يُهمَّشون من العملية تدريجياً.
غير أن هذا الانتصار قد يكون مثيراً للمشاكل بالنسبة لمايكروسوفت، بالنظر إلى الجدل المثار حول كل علاقات شركات التكنولوجيا الأمريكية مع القوات المسلحة الأمريكية، وقوات إنفاذ القانون الأمريكية.
ربما تطعن أمازون على الصفقة
قال دان إيفيز، محلل في شركة Wedbush Securities للأوراق المالية إنه "يتوقع تماماً" من أمازون أن تطعن على القرار في المحكمة، لكنه وصف الصفقة بأنها "نقطة تحول" بالنسبة لأعمال الحوسبة السحابية في مايكروسوفت، من شأنها فتح الطريق أمام صفقات في المستقبل تساوي 100 مليار دولار.
وأوضح قائلاً: "مايكروسوفت ورئيسها التنفيذي ساتيا ناديلا يحتفلون الليلة بزجاجات الشمبانيا في ريدموند، بينما بيزوس وأمازون على الأغلب مصدومون من خسارتهم سلسلة عالمية من صفقات الحوسبة السحابية".
وأضاف: "سيكون لهذا أثر قوي على أعمال الشركة في الحوسبة الحاسوبية في السنين القادمة.. إننا نظن أن هذه الصفقة تضيف على الأقل 10 دولارات لكل سهم في أوراق مايكروسوفت المالية".
جوجل انسحبت قبل عام بعد اعتراض موظفيها
أما جوجل، فقد انسحبت من السباق بالفعل في العام الماضي، بسبب موجة من تظاهرات الموظفين الذين قالوا إن العمل مع القوات المسلحة يتعارض مع مبادئ الشركة.
وسوف يسهل المشروع على الفروع المختلفة من القوات المسلحة الأمريكية مشاركة البيانات بأمان حول العالم، وقد وُصّف بأنه حيوي لإدخال بنيتها التحتية إلى العصر الحديث.
وقد قفزت أسهم مايكروسوفت حوالي 3.5 % في ساعات المضاربة التالية، يوم الجمعة 25 أكتوبر/تشرين الأول 2019.
وقد ذكرت صحيفة The Telegraph أنه ليست هناك صلة للعقد بالمحاولات السرية من جانب القوات المسلحة الأمريكية، من أجل استكشاف تطبيقات مفاهيم العصر الحديث في مجال الدفاع مثل: التحريك بالعقل، والهالات، وما وراء الطبيعة، التي سُميت أيضاً باسم "مشروع Jedi".