قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت 26 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إن النفط السوري ينقل إلى خارج البلاد تحت حراسة العسكريين الأمريكيين.
وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، في تصريحات نقلتها قناة "روسيا اليوم"، أن ما تقوم به واشنطن في سوريا هو "سطو ونهب على مستوى الدولة".
ونشرت وزارة الدفاع الروسية صوراً قالت إنه تم التقاطها عبر الأقمار الاصطناعية، وتُظهر قوافل النفط وهي تتجه إلى خارج سوريا، وفق روايتها.
وتُظهر الصور المُلتقطة في سبتمبر/أيلول الماضي، خريطة للحقول النفطية في سوريا، وأشارت الوزارة الروسية إلى أن نقل النفط يجري أيضاً تحت حراسة شركات عسكرية أمريكية خاصة.
وعلّق المتحدث باسم الوزارة قائلاً: "تدل الصور التي قدمتها الاستخبارات الفضائية على أن النفط السوري كان يستخرج تحت حراسة قوية من العسكريين الأمريكيين".
وأضاف أنه يجري نقله (النفط) بواسطة صهاريج إلى خارج سوريا لتكريره، "وذلك قبل وبعد دحر إرهابيي (داعش) شرقي الفرات".
ولفت المتحدث العسكري إلى أن "الولايات المتحدة تنتج النفط باستخدام معدات يتم توريدها عبر شركات غربية رائدة تتعاون مع واشنطن في تجاوز العقوبات الأمريكية ذاتها"، متابعاً "في الوقت ذاته، تفرض واشنطن عقوبات ضد توريدات النفط لسوريا، وتطبق هذه العقوبات ليس فقط على الشركات الأمريكية، بل على أي شركة أخرى"، بحسب ما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن يوم الأربعاء الماضي، أن بلاده ستُبقي قوةً صغيرةً لها في شمال سوريا، في محيط مناطق آبار النفط، مشيراً إلى أن بلاده ستقرر ما ستفعله بالنفط في المستقبل.
وأكد البنتاغون يوم الخميس الماضي إرسال تعزيزات لحماية حقول النفط بدون توضيح حجمها، فيما يُعد إبقاء قوة أمريكية صغيرة في شمال سوريا تراجعاً من الإدارة الأمريكية، التي قررت قبل أيامٍ سحب جميع قواتها من سوريا ونقلها إلى العراق بقرار من ترامب.
ويرى خبراء أن الاستراتيجية الجديدة للرئيس الأمريكي في سوريا، التي تقضي بحماية الحقول النفطية في شرق البلاد بعيدة عن الواقع ومشكوك في شرعيتها.
وقال نيك هيراس، الخبير في النزاع السوري في مركز الأمن الأمريكي الجديد، إن مهمة حماية النفط تمثل تحولاً كاملاً للولايات المتحدة، التي كانت تبرر وجودها على الأرض السورية رغماً عن رئيس النظام بشار الأسد، بمكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقال هراك في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية إن إدارة ترامب تحاول "جعل أفضل الموارد النفطية للبلاد رهينة واستخدامها عملة للمقايضة من أجل إجبار نظام الأسد وحماته الروس على قبول مطالب الولايات المتحدة خلال تسوية سياسية للنزاع السوري".
وينتشر نحو 200 جندي أمريكي حالياً إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور، لكن هذا العدد قد يكون غير كافٍ إطلاقاً إذا قرر الجيش الروسي السيطرة على المنطقة كما حاول أن يفعل مطلع 2018.