منذ ما يقرب من عام مضى، حلَّق طياران، أحدهما مريض والآخر استُدعيّ على عجالة، في رحلة خطوط Lion Air رقم 610 من دون أن يعرفا أنهما سيتعرضان لموقف لا يحسدان عليه؛ إذ يقول محققون دوليون الآن إنَّ الطائرة كانت تعاني من مشكلة فنية قاتلة في التصميم لتسقط في بحر جاوة بعد 13 دقيقة من إقلاعها من العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وفقد 189 شخصاً كانوا على متنها أرواحهم.
والآن بعد عام، عُرفت الأسباب الرئيسية لهذا الحادث. إذ أصدر المحققون الإندونيسيون في الواقعة تقريرهم النهائي، الجمعة 25 أكتوبر/تشرين الأول، الذي أرجعوا فيه تحطم الطائرة لمجموعة من العوامل؛ منها: عيوب فنية في تصميم طائرات طراز "بوينغ 737 ماكس" التي تفاقمت نتيجة مشاكل الصيانة وأخطاء من جانب طاقم الطائرة.
وفي مؤتمر صحفي في جاكرتا، سَرَدَ نورخايو أوتومو، محقق من لجنة سلامة النقل الوطنية الإندونيسية، 9 أسباب لتحطم الطائرة؛ منها: اعتماد نظام التشغيل الآلي على جهاز استشعار واحد، وأخطاء في معايرة جهاز الاستشعار خلال عمليات الإصلاح، ونقص في سجلات توثيق عمليات الصيانة والتحليق، وفشل طاقم الطائرة في إدارة الفوضى التي دبت في قُمرة القيادة مع انطلاق صافرات الإنذار.
وقال أوتومو: "لا بد وأنَّ هذه العوامل التسعة حدثت جميعها معاً في الطائرة، فلو لم يحدث واحداً فقط منها لما كانت الطائرة تحطمت"، وفق ما نقلته صحيفة The New York Times الأمريكية.
ودعا تقرير المحققين الإندونيسيين إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية لتحسين عملية إشرافها على منح التراخيص للطائرات الجديدة، بعد أن كشف تقرير صادر عن وكالات متعددة أنَّ شركة Boeing الأمريكية لم تقدم شرحاً وافياً لجهات التنظيم الفيدرالية عن كيفية عمل نظامها، وأنَّ إدارة الطيران الفيدرالية عوَّلت على الشركة لتفحص سلامة التكنولوجيا المستخدمة في الطائرة.
من جانبها، قالت إدارة الطيران الفيدرالية، في بيان: "نرحب بتوصيات التقرير وسنأخذها بعين الاعتبار مع جميع التوصيات الأخرى أثناء مواصلتنا دراسة التغييرات المقترحة على طائرة بوينغ 737 ماكس".
لكن التقرير الإندونيسي توصل أيضاً لمشاكل أخرى وراء سقوط الطائرة.
إذ بدأ تسيير الطائرة المنكوبة التابعة لخطوط Lion Air الجوية قبل شهرين فقط من الحادث، وخلال الأسابيع السابقة للتحطم سُجِلَت 4 مشكلات في الطائرة.
فخلال رحلة للطائرة في اليوم السابق للحادث، تمكن الطياران من التغلب على مشكلة مماثلة في نظام تعزيز خصائص المناورة في الطائرة (MCAS). ورجَّح التقرير أنَّ طاقم الطائرة المنكوبة لم يكن على علم بتلك الواقعة السابقة.
ووفقاً للتقرير، أخطأت على الأغلب شركة Xtra Aerospace في ولاية فلوريدا الأمريكية في معايرة مُستشعِر زاوية الهجوم، المسؤول عن قياس زاوية صعود الطائرة؛ إذ كانت قياساته مختلفة بـ21 درجة عن مُستشعِر آخر مماثل في الطائرة. ونتيجة لذلك، سحبت إدارة الطيران الفيدرالية، الجمعة، ترخيص إصلاح الطائرات من تلك الشركة.
وخلُص التقرير أيضاً إلى أنَّ قائد الطائرة المنكوبة Lion Air Flight 610 ارتبك في مواجهة في بعض الإجراءات التي من المفترض أن تُنفَذ تلقائياً من الذاكرة، وأنَّ شركة الطيران ربما لم تستجب كما ينبغي لإشارات سابقة على فشل الطيار في تنفيذ هذه الإجراءات.