قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إنه من المبكر جداً معرفة ما إذا كان الاتفاق لإنهاء العملية العسكرية التركية في سوريا سينجح، وذلك قبل ساعات من انتهاء المهلة النهائية التي حددتها أنقرة لانسحاب المقاتلين الأكراد من المناطق الحدودية.
ويوم الخميس الماضي، توصلت أنقرة وواشنطن إلى اتفاق أدى إلى تعليق العملية التي أطلقت عليها تركيا اسم "نبع السلام"، والتي تقول إنها تهدف إلى طرد قوات وحدات "حماية الشعب" الكردية من الحدود، حيث تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني، المُصنف على لوائح الإرهاب في أمريكا، وأوروبا، وتركيا.
ونص الاتفاق على أن تنسحب القوات الكردية من "المنطقة الآمنة" شمال سوريا، خلال خمسة أيام، إلا أن تضارباً في التصريحات بين أمريكا وأنقرة برز حول طول هذه المنطقة.
وصرح بومبيو في كلمة في مؤسسة هيريتيج في واشنطن قبل انتهاء المهلة النهائية الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش لانسحاب القوات الكردية، وقال: "لقد تم إحراز بعض التقدم"، إلا أنه أضاف "إنها مسألة معقدة بالتأكيد. نجاح النتائج هناك ليس مؤكداً بشكل كامل"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية لوكالة رويترز، اليوم الثلاثاء، إن قائد قوات "سوريا الديمقراطية" التي يقودها الأكراد، أبلغ الولايات المتحدة بأنهم نفذوا جميع الالتزامات الخاصة بهم بموجب الهدنة التي اتفقت عليها تركيا وأمريكا.
وأضاف المسؤول للصحفيين أن "أنقرة وواشنطن على تواصل للاتفاق بشكل متبادل على الانسحاب، وعلى أن يتحول وقف الهجوم التركي المؤقت في شمال سوريا إلى وقف دائم للعملية العسكرية".
ولم يصدر رد رسمي تركي حول ما ذكره المسؤول الأمريكي بخصوص انسحاب القوات الكردية.
القوات الكردية تؤكد انسحابها
ووجه معارضو ترامب انتقادات له بسبب العملية العسكرية التركية، وقالوا إنه أعطى الضوء الأخضر لأنقرة للبدء بها، وهو ما نفاه الرئيس الأمريكي في وقت سابق.
وفي مواجهة الانتقادات العنيفة التي تعرض لها، فرض ترامب عقوبات على تركيا وأرسل بومبيو ونائبه مايك بنس إلى أنقرة حيث توصلا إلى اتفاق يوم الخميس الفائت. وقال بومبيو "نعتقد أننا الآن في مكان أفضل" من ذلك الذي سبق الاتفاق.
واستشهد بومبيو بقول ترامب إن الولايات المتحدة كان يجب أن تظهر بعض "المحبة القاسية" تجاه تركيا، حليفتها في حلف شمال الأطلسي، بحسب قوله.
وكانت تركيا قد أعلنت أنها لن تنصاع للعقوبات وأنها ستواصل العملية العسكرية في حال لم ينسحب المقاتلون الأكراد قبل انتهاء المُهلة.
واليوم الثلاثاء، قال نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، إن تركيا "تعلم جيداً كيف يتم سحق رؤوس الإرهابيين عند الحاجة، وهو ما تقوم به الآن"، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
وأردف "طلبوا منا مهلة 120 ساعة، قلنا لهم تفضلوا، وعند الساعة 22.00 اليوم ينتهي وقت المهلة، إذا تم الوفاء بالتعهدات التي قطعت بموجب الاتفاق، تكون عملية نبع السلام بلغت أهدافها، وإذا لم يتم الوفاء، سنستأنف العملية من النقطة التي توقفت وبعزيمة أكبر، لقد أعلنا هذا للعالم كله".
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، وقالت أنقرة إنها تهدف لطرد قوات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ووحدات "حماية الشعب" الكردية.
كما تهدف العملية أيضاً -بحسب تركيا- إلى "القضاء على الممر الإرهابي، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وإقامة منطقة آمنة لإعادة مليوني لاجئ سوري إليها".