أكد الرئيس التونسي الجديد قيس سعيّد، الإثنين 21 أكتوبر/تشرين الأول 2019، عزمه العمل على تشكيل الحكومة وفق أحكام الدستور، مؤكداً احترامه إرادة التونسيين في اختيار نوابهم بالبرلمان. كما شدد سعيّد على أن التونسيين قادرون على مكافحة الفساد ووضع حدٍّ له.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس المنتخب، لإذاعة "موزاييك" المحلية الخاصة، عقب تقديم أوراق بممتلكاته إلى "الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد"، بمقتضى ما يفرضه القانون على مسؤولي الدولة في تونس.
قيس سعيّد: أنا رئيس لجميع التونسيين
وقال سعيّد إن "رئيس الدولة يجب أن يكون له دور جامع، وأنا لا أنتمي إلى أي حزب". وأضاف: "أحترم إرادة التونسيين في اختيارهم لأعضاء المجلس النيابي (البرلمان)، ولا بد من احترام جميع أحكام النص الدستوري".
وتنص المادة الـ89 من الدستور التونسي على "تكليف مرشح الحزب أو الائتلاف الحاصل على أكبر عدد من المقاعد بمجلس النواب (البرلمان) تشكيل الحكومة خلال شهر، يجدَّد مرَّة واحدة".
وتابع سعيّد: "سنعمل في البداية على تشكيل الحكومة"، مؤكداً أنه "يجب ألا تكون الحكومة مرَّة أخرى -كما حصل في السنوات الماضية- توزيعاً للمناصب، فالقضية ليست تصفية حسابات ولا توزيع مناصب".
وأردف قائلاً: "يجب ألا نخيّب آمال شعبنا، فابتسامة الأطفال أمانة في أعناقنا، ومن يحمل الأمانة عليه أن يشعر بكل أوزاره".
وجاءت حركة النهضة (إسلامية) الأولى في الانتخابات البرلمانية التي أُجريت في 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بحصولها على 52 مقعداً، يليها حزب "قلب تونس" الليبرالي بـ38 مقعداً، وفق نتائج أولية رسمية.
قادرون على محاربة الفساد
وعلى صعيد آخر، قال سعيّد إن "التونسيين قادرون على مكافحة الفساد ووضع حد له". ولفت إلى أن من الضروري إصدار الأوامر الحكومية (نصوص قانونية تفصيلية)"، معتبراً أن "الأهم من النصوص ثقافة المواطن الذي يراقب كل شيء كل يوم".
وأكد أن "التونسي ليس فاسداً بطبعه، بل العكس، ما حصل هذه الأيام يدلُّ على أنه يريد أن يضع حداً لهذه الظاهرة التي تفتك بالمجتمع التونسي، وللأسباب التي أدت إلى تفشّيها".
ولفت إلى أن "تونس ستتحول -إن شاء الله- بإرادة شعبها إلى مجتمع القانون، وما يحصل هذه الأيام دليل على هذه الثورة الثقافية"، في إشارة إلى حملات شعبية تلقائية للنظافة تشهدها البلاد منذ أسبوع.
ومضى يقول إن "مسؤوليتنا أن تتواصل هذه الثورة في كنف احترام القانون، ودون تجاوزات ودون توظيف من أيٍّ كان".
وفي سياق ما تم تداوله عن اعتداءات طالت إعلاميين محسوبين على "الثورة المضادة"، إثر فوزه في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، دعا سعيّد إلى عدم التهجّم على أي إعلامي "لا في عِرضه ولا في ماله ولا في بدنه، فهو (الإعلامي) حُرٌّ، وأهم مكسب هو الحرية".
ومن المنتظر أن يعقد مجلس نواب الشعب (البرلمان)، الأربعاء المقبل، جلسة مخصصة لأداء رئيس الجمهورية المنتخب قيس سعيّد اليمين الدستورية.
والخميس الماضي، أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، رسمياً، فوز سعيّد برئاسة الجمهورية، بعد حصوله على 72.71 بالمئة من أصوات الناخبين.