أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الأحد 20 أكتوبر/تشرين الأول 2019، عن مقتل جندي من الجيش التركي وإصابة آخر، بعد هجوم شنته وحدات "حماية الشعب" الكردية شمال سوريا، فيما أعلنت أنقرة أنها ستبحث مع روسيا إخراج المقاتلين الأكراد من منبج وكوباني.
وقالت الوزارة إن قوات "حماية الشعب" الكردية شنَّت هجوماً على مدينة تل أبيض، الواقعة على الحدود السورية التركية، على الرغم من وجود اتفاق لوقف العمليات العسكرية، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
ويوم الخميس الماضي أعلنت أمريكا وتركيا توصلهما إلى اتفاق لتعليق العملية التي تشنها تركيا شمال سوريا، والتي أطلقت عليها اسم "نبع السلام"، مدة 5 أيام، وذلك مقابل انسحاب القوات الكردية مسافة 30 كيلومتراً عن الحدود السورية التركية.
وذكرت الوزارة في بيان أن هجوماً شنته وحدات "حماية الشعب" بأسلحة مضادة للدبابات، وأسلحة خفيفة، أصاب جنوداً أتراكاً يقومون بمهمة استطلاع ومراقبة في تل أبيض.
وقالت إنه تم الرد على الهجوم، مضيفة أن تركيا ما زالت ملتزمة باتفاق الهدنة رغم الانتهاكات.
مصير القوات الكردية في منبج
وبالموازاة مع ذلك، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن بلاده ستبحث مع روسيا إخراج المسلحين الأكراد من مدينتي منبج، وكوباني (عين العرب)، وشدد على أن أنقرة "لا تريد أن ترى أي مسلح كردي في المنطقة الآمنة بسوريا بعد هدنة الأيام الخمسة".
وتقع مدينة منبج غرب نهر الفرات، وكانت تركيا قد سعت مراراً لدخولها وطرد القوات الكردية منها، لكن وجود قوات أمريكية حال دون ذلك.
وكانت القوات الكردية قد سمحت لقوات تابعة لنظام الأسد بدخول منبج، بعد بدء العملية التركية، كما سمحت لهم بدخول مناطق أخرى شرق نهر الفرات، وقالت إن الهدف من ذلك هو صد الهجوم التركي.
ويوم الثلاثاء المقبل، سيلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك لبحث الوضع في سوريا، لاسيما العملية العسكرية التركية.
تركيا تُهدد
وأمس السبت قال أردوغان إن بلاده ستستأنف عمليتها العسكرية بشمال شرق سوريا "وستسحق رؤوس الإرهابيين" إذا لم يُنفذ الاتفاق المبرم مع واشنطن بشأن انسحاب المقاتلين الأكراد من المنطقة تنفيذاً كاملاً.
وقال أمام حشد من أنصاره كانوا يلوحون بالأعلام في إقليم قيصري بوسط البلاد "إذا صمد فإننا نرحب بذلك. وإن لم يصمد فسنستمر في سحق رؤوس الإرهابيين في الدقيقة التي تنقضي فيها المئة والعشرون ساعة"، وهي مدة سريان وقف إطلاق النار.
وأضاف "إذا لم يكن هناك التزام بالوعود المقدمة لنا، فلن ننتظر كما فعلنا من قبل وسنواصل العملية من حيث توقفت بمجرد انتهاء المدة".
وتعتبر تركيا قوات وحدات "حماية الشعب" الكردية إرهابية، وتنظر لها على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني، المُصنف على لوائح الإرهاب في أمريكا، وأوروبا وأنقرة.
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي، بمشاركة "الجيش الوطني" السوري (التابع للمعارضة) عملية سماها "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمال سوريا.
وقالت تركيا إن العملية تهدف إلى طرد مقاتلي "داعش"، ووحدات حماية "الشعب الكردية"، التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني المُصنف على لوائح الإرهاب لدى أمريكا، وأوروبا، وتركيا.
وتهدف العملية أيضاً إلى "القضاء على الممر الإرهابي، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرارفي المنطقة، وإنشاء منطقة آمنة لإعادة نحو مليوني لاجئ سوري إليها"، وفقاً لما تقوله أنقرة.