تبادلت الشرطة والمحتجون في هونغ كونغ الرشق بقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الحارقة اليوم الأحد عندما دبت الفوضى في مسيرة غير قانونية مناوئة للحكومة شارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص مما أدى إلى تدمير مئات المتاجر وسط استهداف للبنوك الصينية ومحطات المترو.
وبعد أسبوعين من الهدوء النسبي أظهرت المسيرة الضخمة أن حملة المطالبة بالديمقراطية لم تفقد قوتها وأن المحتجين الذين يتخذون مواقف متصلبة سيستمرون في الاشتباك مع الشرطة.
وألقى محتجون القنابل الحارقة على مركز شرطة تسيم شا تسوي في شبه جزيرة كولون بعد أن أطلقت الشرطة وابلاً من الغاز المسيل للدموع عليهم من داخله محاولة تفريق المحتجين الموجودين في الشارع.
وأقام محتجون متشحون بالسواد حواجز نارية في طريق ناثان وهو منطقة تسوق كبيرة في منطقة كولون بينما تقدم عشرات من رجال الشرطة الذين يحتمون بالدروع صوبهم في حين أطلق آخرون الغاز المسيل للدموع.
واستخدمت الشرطة عدداً من مدافع المياه في تفريق المتظاهرين ورشت الصبغة الزرقاء على الحشود مما أجبر المئات على الفرار. واستخدمت الشرطة الصبغة الزرقاء لتحديد المتظاهرين.
وحطم المحتجون محطات مترو خلال المسيرة ومئات المتاجر وألقوا محتوياتها في الشوارع. كما استهدفوا عدداً من البنوك الصينية.
وقالت الشرطة إنه بحلول الليل أشعل محتجون النار في العديد من حواجز الطرق وحطموا المتاجر في عدة مناطق في كولون وإن مناوشات وقعت بينها وبينهم من شارع إلى شارع.
وفجرت الشرطة ما قالت إنها عبوة ناسفة أحيطت بطوب مهشم وتركت في وسط أحد الشوارع.
مشروع قانون كان سيسمح بتسليم المشتبه بهم
واشتعل فتيل الغضب بسبب مشروع قانون كان سيسمح بتسليم المشتبه بهم إلى البر الرئيسي الصيني لمثولهم أمام محاكم يسيطر عليها الحزب الشيوعي. لكن اتسع نطاق الاحتجاج وتحول إلى حركة تنادي بالديمقراطية.
وقالت الشرطة إن المسيرة غير قانونية مما يعني أن المحتجين المشاركين فيها معرضون للاعتقال.
ويشعر المحتجون بالغضب من زعيمة هونغ كونغ كاري لام إذ يرون أنها لم تتمكن من حماية حرياتهم في مواجهة بكين وفرضت قوانين الطوارئ التي يعود تاريخها إلى عصر الاستعمار وسمحت للشرطة باستخدام ما يصفونه بالقوة المفرطة.
وقالت محتجة ملثمة تدعى تشيونج (33 عاماً) "كاري لام لا تنصت لنا. قد يكون هذا مقبولاً في الصين ولكن ليس في هونغ كونغ".
وتشهد هونغ كونغ منذ شهور احتجاجات حاشدة يشوبها العنف في بعض الأحيان بسبب مخاوف من مساعي الصين لإحكام قبضتها على المدينة في أسوأ أزمة سياسية منذ أن سلمت بريطانيا هونغ كونغ لبكين عام 1997.
وترفض الصين الاتهامات بأنها تسعى للانقضاض على الحريات في هونغ كونغ وتتهم دولاً غربية كالولايات المتحدة وبريطانيا بإثارة التوتر.