قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه سيرد في الوقت المناسب على رسالة نظيره الأمريكي دونالد ترامب بشأن العملية العسكرية التركية شمالي سوريا، والتي حملت تعبيرات بعيدة عن اللغة الدبلوماسية المعهودة.
واتهم أردوغان نظيره الأمريكي ترامب، أمس الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بمخالفة "الكياسة السياسية، والدبلوماسية" عندما أرسل خطاباً يهدده فيه بتدمير الاقتصاد التركي، إذا حاد عن "طريق الصواب والإنسانية" في سوريا، بحسب تعبير ترامب.
الرسالة أُلقيت في القمامة
وقال أردوغان، في تصريح لصحفيين في إسطنبول يُعد أول تعليق له على رسالة ترامب: "لن ننسى قلة الاحترام هذه، لكن الحب والاحترام المتبادل سيمنع قائدي البلدين من إبقاء الخطاب حاضراً باستمرار على أجندة أعمالهما"، وفقاً لما ذكرته صحيفة The New York Times، أمس الجمعة.
وفي الوقت نفسه، توعد أردوغان بالرد، حيث قال: "نرغب أن يعلم الجميع أنه حين يأتي الوقت المناسب سنفعل ما يلزم".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذا كان آخر سجال بين القائدين اللذين سعيا لإظهار نفسيهما بأنهما حازمين وغير متسامحين.
من جانبهم، قال مسؤولون أتراك، في تصريح لشبكة BBC البريطانية إنَّ الخطاب أغضب أردوغان لدرجة أنه ألقاه في سلة القمامة، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان أردوغان قد أمر قواته بدخول سوريا قبل قراءته خطاب ترامب أم بعدها.
وكانت وسائل إعلام أمريكية قد نشرت فجر الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، رسالة ترامب للرئيس التركي أردوغان، والتي طالبه فيها بإعادة النظر في موضوع التدخل التركي في شمالي سوريا، والتوصل إلى اتفاق قبل بدء العملية.
وأدانت موسكو اللهجة التي تحدَّث بها ترامب مع أردوغان، فقد صرَّح الكرملين أنَّ الخطاب حمل لغةً غير معتادة، لا يستخدمها عادة رؤساء الدول في المراسلات.
تعليق عملية "نبع السلام"
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية أطلق عليها اسم "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات، شمالي سوريا، وقال إنها موجّهة ضد وحدات "حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني، المُصنف على لوائح الإرهاب في أمريكا، وأوروبا وتركيا.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أمر ترامب بسحب 1000 جندي أمريكي من سوريا، واتهمه معارضوه بالتخلي عن المقاتلين الأكراد الذين حاربوا مع القوات الأمريكية لهزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وجاء قرار ترامب بالانسحاب عقب محادثة هاتفية مع أردوغان، وخلافاً لنصيحة من كبار المستشارين العسكريين الأمريكيين، وكذلك من دون تخطيط مسبق كافٍ، وفقاً للصحيفة الأمريكية.
ومع تصاعد وتيرة الانتقادات المُوجَّهة لترامب على خلفية قرار الانسحاب، أصدر البيت الأبيض خطاباً من الرئيس الأمريكي لنظيره التركي، باعتبار ذلك دليلاً على أنَّ ترامب لم يتخذ هذا القرار بتحريض من أردوغان.
ويوم الخميس الماضي، توصلت أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بتعليق العملية مؤقتاً، وأن تكون المنطقة الآمنة في الشمال السوري تحت سيطرة الجيش التركي، ورفع العقوبات عن أنقرة، وانسحاب العناصر الإرهابية.
وجاء ذلك في بيان مشترك يضم 13 مادة، حول شمال شرقي سوريا، عقب مباحثات بين أردوغان، ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، ومباحثات أخرى بين وفدي البلدين.
وقالت تركيا في وقت سابق إن هدف العملية العسكرية التي أطلقت عليها اسم "نبع السلام" القضاء على "الممر الإرهابي"، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وإنشاء منطقة آمنة لإعادة لاجئين سوريين إليها".