قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء 15 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إنه أبلغ نظيره الأمريكي دونالد ترامب، بأن أنقرة لن تعلن أبداً وقفاً لإطلاق النار في شمالي سوريا، حيث يشن الجيش التركي وفصائل من المعارضة السورية عملية ضد قوات وحدات "حماية الشعب" الكردية.
ويُعد هذا أول تعليق لأردوغان على مطالب ترامب لتركيا بإعلان وقف لإطلاق النار بعد أسبوع من بدء العملية العسكرية التركية، التي أطلقت عليها أنقرة اسم "نبع السلام"، والتي تقول إنها تهدف لإبعاد قوات وحدات "حماية الشعب"، حيث تعتبرها تركيا امتداداً لحزب "العمال الكردستاني" المُصنف على لوائح الإرهاب لدى أمريكا، وأوروبا وأنقرة.
وكان مايك بنس، نائب ترامب، قد قال إن الرئيس الأمريكي طلب من أردوغان في مكالمة هاتفية، وضع حد للعملية العسكرية التركية، وإعلان وقف لإطلاق النار، والدخول في مفاوضات مع القوات الكردية.
لكن أردوغان أعاد التأكيد مساء اليوم الثلاثاء، بأن بلاده "لن تتفاوض مع الإرهابيين" في إشارة منه إلى قوات وحدات "حماية الشعب" الكردية.
وأضاف أن هدف العملية العسكرية التركية في شمالي سوريا هو إبعاد المقاتلين الأكراد إلى ما بعد 32 كلم داخل سوريا.
وكان مبعوث الكرملين الروسي، ألكسندر لافرنتييف قال إنه ليس من حق تركيا أن تنشر قواتها بشكل دائم في سوريا، وأضاف للصحفيين في أبوظبي إنه وفقاً لاتفاقات سابقة فإن بوسع الجيش التركي التوغل لمسافة تتراوح بين خمسة وعشرة كيلومترات فحسب داخل الأراضي السورية.
والاتفاق الذي تحدث عنه المسؤول الروسي يُعرف باسم "اتفاق أضنة"، الذي تم توقيعه بين سوريا وتركيا عام 1998، والذي يعطي لأنقرة حق "ملاحقة الإرهابيين" في الداخل السوري حتى عمق 5 كم، واتخاذ التدابير الأمنية اللازمة إذا تعرّض أمنها القومي للخطر.
دخول قوات النظام إلى منبج
ويشهد الشمال السوري تطورات متسارعة منذ بدء العملية العسكرية التركية، حيث انتهزت قوات نظام بشار الأسد المدعومة من روسيا على وجه السرعة، فرصة الانسحاب الأمريكي المفاجئ من سوريا، فانتشرت أمس الإثنين في عمق الأراضي التي تسيطر عليها قوات كردية جنوبي الحدود التركية.
ودخلت قوات من جيش النظام الثلاثاء إلى مدينة منبج، الواقعة غرب نهر الفرات، والتي كانت تحت سيطرة القوات الكردية.
ولطالما شكّلت هذه المدينة سجالاً بين تركيا وأمريكا، حيث أوقفت واشنطن مراراً جهود عملية عسكرية ضد المدينة التي كانت توجد فيها قوات أمريكية.
وعلّق أردوغان على دخول قوات من النظام إلى منبج، وقال إن "دخول الجيش السوري مدينة منبج ليس سلبياً، لكن ينبغي ألا يظل المتشددون هناك".
وأشار أردوغان في ذات الوقت إلى أن المحادثات مع أمريكا وروسيا بشأن مدينتي كوباني ومنبج في سوريا مستمرة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن نائب ترامب في وقت سابق، الثلاثاء، قوله إنه سيتوجه إلى تركيا بطلب من ترامب للتباحث حول الملف السوري، وأضاف أن الرئيس التركي تعهد لترامب خلال المكالمة الهاتفية "بألا يكون هناك أي هجوم على مدينة كوباني (عين العرب)".
ولم يصدر أي تأكيد رسمي تركي حول ما قاله بنس عن تعهد أردوغان لترامب بخصوص مدينة كوباني.
وسبق تصريح بنس، تأكيد من الرئيس التركي بأن بلاده عازمة على تطهير المنطقة الممتدة من "منبج" السورية حتى بداية الحدود التركية مع العراق، في إطار عملية "نبع السلام".
"العملية مستمرة"
وكثَّفت أمريكا، الثلاثاء، من ضغوطها من أجل إيقاف العملية العسكرية التركية، وأعلن ترامب أنه سيرسل نائبه مايك بنس، ووزير خارجيته مايك بومبيو، غداً الأربعاء، إلى تركيا، لبحث العملية التي أطلقت عليها أنقرة اسم "نبع السلام".
وجاء ذلك في كلمة لـ "ترامب"، نقلتها صحيفة Washington Post، وأضاف: "نطالب بوقف لإطلاق النار، وعليه يتوجه نائبي (مايك) بنس ووزير الخارجية (مايك) بومبيو إلى تركيا الأربعاء، للعمل قدماً من أجل وقف إطلاق النار في سوريا، وإيجاد ظروف مناسبة للحل التفاوضي".
وفرض ترامب عقوبات على مسؤولين أتراك، أمس الإثنين، وطالب أنقرة بوقف عمليتها العسكرية، وردَّت تركيا على العقوبات الأمريكية على لسان نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، الذي قال إن "أياً من التهديدات بالعقوبات ليس أكبر من التهديدات الإرهابية التي تتعرض لها تركيا من الجانب الآخر لحدودها الجنوبية"، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
وكان أردوغان قد قال في كلمة خلال زيارة لأذربيجان: "نحن عازمون على مواصلة العملية حتى نهايتها دون أن نعبأ بالتهديدات"، وأضاف "ستستمر معركتنا حتى يتحقق النصر النهائي".
وتقول تركيا إن العملية العسكرية التي تخوضها في شمالي سوريا تهدف إلى القضاء على "الممر الإرهابي الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وإنشاء منطقة آمنة لإعادة لاجئين سوريين إليها".