نقلت وكالات أنباء روسية عن ألكسندر لافرينتييف، مبعوث الكرملين إلى سوريا، اليوم الثلاثاء 15 أكتوبر/تشرين الأول 2019، وصفه للهجوم التركي في شمال شرقي سوريا بأنه "غير مقبول"، نافياً أن تكون العملية التركية قد حصلت على الضوء الأخضر من موسكو مسبقاً.
وكان لافرينتييف يتحدّث إلى الصحفيين أثناء زيارة الرئيس فلاديمير بوتين الرسمية لأبوظبي، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
وجاءت تصريحاته بعد أن تجاهلت تركيا العقوبات الأمريكية الجديدة عليها، وواصلت عمليتها العسكرية في شمالي سوريا، في حين دخلت وحدات من جيش نظام بشار الأسد المدعوم من روسيا مدينة منبج، وهي واحدة من أكثر المدن المتنازع عليها بشدة في سوريا، لتملأ فراغاً أحدَثَه انسحاب القوات الأمريكية المفاجئ من المنطقة.
اتفاق روسي تركي؟
وبسؤاله عمّا إذا كان قد جرى إبرام اتفاق مسبق بين روسيا وتركيا بشأن العملية العسكرية في شمالي سوريا، نقلت الوكالات عن لافرينتييف قوله: "لا. لطالما دعونا تركيا لضبط النفس، واعتبرنا أي نوع من العمل العسكري على الأراضي السورية أمراً غير مقبول".
وتأتي تصريحات المبعوث الروسي، التي قد تشير إلى تصاعد التوتر بين تركيا وروسيا -بحسب وكالة رويترز- بعد يوم من قول روسيا إن العملية التركية ليست متوافقة "تماماً مع وحدة الأراضي السورية".
وقال لافرينتييف إنه "يجب ضمان أمن الحدود التركية السورية بنشر القوات الحكومية السورية على امتدادها بالكامل". وأضاف "لهذا السبب فإننا لم نتحدث مطلقاً لصالح فكرة (نشر) الوحدات التركية (هناك) أو دعماً لها، ناهيكم عن المعارضة السورية المسلحة".
واعتبر مبعوث الكرملين أن العملية العسكرية التركية قد تتسبّب "بإثارة الحساسيات الدينية الدقيقة في شمالي سوريا"، مشيراً إلى أن هذه المنطقة على وجه الخصوص يعيش فيها أكراد وعرب وسنة، وقال إن "هؤلاء لن يقبلوا بسهولة بتوطين آخرين لم يعيشوا فيها من قبل"، بحسب قوله.
وتقول تركيا والمعارضة السورية إنّ العديد من المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية في شمالي سوريا، كان يسكنها عرب، وقد تم طرد بعضهم عقب سيطرة تلك القوات على بلدات وقرى.
وتقول تركيا أيضاً إن المناطق التي يتم السيطرة عليها وطرد القوات الكردية منها، سيعود إليها سكانها الأصليون، الذين كانوا بها قبل سيطرة القوات الكردية على مناطقهم.
اتفاق الأكراد والأسد
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الخميس الماضي، إن "هدف تركيا هو التأكد من أن الجميع يمكنهم العودة إلى ديارهم بعد عملية نبع السلام، الهادفة إلى تطهير شمالي سوريا من الإرهابيين، ولن نقبل أن يتضرر أي شخص، خاصة المدنيين".
وفي تصريحاته أكد لافرينتييف أيضاً أن روسيا توسّطت في اتفاق بين نظام الأسد والقوى الكردية، مما سمح بدخول جيش النظام لمنطقة يسيطر عليها الأكراد.
وأضاف المبعوث أن المحادثات بين الأكراد والنظام جرت في قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا وأماكن أخرى.
ويوم الأربعاء الماضي، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، والتي تهدف إلى طرد قوات وحدات "حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني، المُصنف على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة وتركيا.
وتقول أنقرة إن العملية العسكرية تهدف إلى القضاء على "الممر الإرهابي الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وإنشاء منطقة آمنة لإعادة لاجئين سوريين إليها".