أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، اليوم الإثنين 14 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أن عملية "نبع السلام" التي يخوضها الجيش التركي شرق الفرات شمال سوريا، لن تتوقف لحين تحقيق أهدافها، في وقت أعلن فيه الأكراد عن اتفاق مع نظام الأسد لنشر قواته عند الحدود.
وقال قالن، في تغريدة على حسابه في موقع تويتر: "الذين التزموا الصمت عندما سويت الموصل والرقة ودير الزور بالأرض، وقتل آلاف المدنيين، يطلقون الدعوات لوقف العملية، وهم في حالة ذعر أمام نجاح عملية نبع السلام، ويهددون تركيا بالعقوبات"، مضيفاً: "لن نتوقف حتى تحقيق أهدافنا".
مطالب أوروبية بوقف العملية
وتأتي تصريحات المسؤول التركي في وقت تطالب فيه دول أوروبية تركيا بوقف العملية العسكرية التي أطلقت عليها اسم "نبع السلام" والتي تقول إنها موجهة ضد المقاتلين الأكراد الموجودين في سوريا عند المناطق الحدودية.
وقال الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، إنه سيناقش الخطوات الممكن اتخاذها حيال العملية العسكرية التركية شمال سوريا، وأنشطة تركيا شرقي البحر المتوسط، خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد المنعقد في لوكسمبورغ في 17-18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
كذلك جاءت تصريحات قالن بعد وقت قصير جداً من إعلان الأكراد، اليوم الإثنين، عن توصلهم إلى اتفاق عسكري أولي مع نظام الأسد، يقضي بنشر جيشه عند المناطق الحدودية مع تركيا، بدءاً من مدينة منبج في غرب الفرات، وحتى مدينة ديريك في أقصى الشمال الشرقي من سوريا.
وأشار بدران جيا كرد، المسؤول الكردي في قوات "سوريا الديمقراطية"، إلى أن القضايا السياسية العالقة بينهم وبين النظام سيتم نقاشها في دمشق بعد أربعة أيام.
وقالت القوات الكردية إن الاتفاق من شأنه أن يمنع الهجوم التركي على المناطق التي تسيطر عليها، حيث تريد تركيا التوغل ما بين 30 إلى 35 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، بحسب ما قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأحد.
قوات النظام تدخل بلدة تمر
وبحسب وسائل إعلام رسمية في سوريا، فإن الاتفاق بين الأكراد والنظام بدأ تنفيذه، وقالت إن قوات من جيش النظام دخلت بلدة تل تمر التابعة لمحافظة الحسكة، شمال شرق البلاد، وتقع على طريق سريع استراتيجي يربط بين الشرق والغرب.
وكان الجيش التركي قد أعلن، أمس الأحد، عن سيطرته على الطريق السريع M4، وتبعد بلدة تل تمر 35 كيلومتراً جنوب شرقي مدينة رأس العين، أحد الأهداف الرئيسية للعملية العسكرية التركية.
ولم يوضح الأكراد تفاصيل الاتفاق، وما إذا كانوا قدموا تنازلات لنظام الأسد، الذي انتقد مراراً تحالفهم مع واشنطن، رافضاً أي شكل من أشكال الإدارة الذاتية في سوريا لهم.
وفي مقال في مجلة "فورين بوليسي"، أمس الأحد، كتب القائد العام لقوات "سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي: "قدم لنا الروس والنظام السوري اقتراحات قادرة على إنقاذ حياة ملايين من الناس يعيشون تحت حمايتنا"، معقباً: "لا نثق بوعودهم، وللحقيقة، من الصعب أن نعرف بمن يمكن أن نثق".
وأضاف عبدي: "نعرف أنه سيكون علينا تقديم تنازلات مؤلمة مع موسكو وبشار الأسد إذا اخترنا طريق العمل معهم. لكن علينا الاختيار بين التنازلات أو إبادة شعبنا، وبالتأكيد سنختار الحياة لشعبنا".
وأطلق الجيش التركي مع فصائل من المعارضة السورية، يوم الأربعاء الماضي، عملية عسكرية أطلق عليها اسم "نبع السلام"، وتقول أنقرة إنها تقاتل فيها القوات الكردية المنتشرة في المناطق الحدودية بين تركيا وسوريا.
وتقول تركيا إن الهدف من العملية العسكرية "القضاء على الممر الإرهابي، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وإنشاء منطقة آمنة لإعادة لاجئين سوريين إليها".