تعهّد مرشحا الرئاسة التونسية قيس سعيد ونبيل القروي بتجريم التطبيع مع إسرائيل، وعدم السماح بدخول يهود يحملون جوازات سفر إسرائيلية إلى تونس، في أول مناظرة تشهدها تونس في تاريخها بين مرشحين للرئاسة في الدور الثاني، مساء الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول 2019.
ورغم تعهّد المرشحيْن بالأمر نفسه، فإن أسلوب التعهد اختلف بشكل لاحظه رواد الشبكات الاجتماعية داخل تونس وخارجها قبيل الانتخابات التي ستنظم غداً الأحد 13 أكتوبر/تشرين الأول.
سعيد أكد مراراً تجريم التطبيع، والقروي دعم فلسطين
قال سعيد بلهجة شديد إنه لن يكون مسموحاً بدخول سياح إسرائيليين إلى تونس بجوازات سفر إسرائيلية حال فوزه برئاسة البلاد، لكنه أكد تسامحه مع اليهود.
واعتبر أن "التطبيع خيانة عظمى، ويجب أن يُحاكم مَن يطبّع مع كيان شرّد ونكّل شعباً كاملاً"، وقال إن "كلمة تطبيع كلمة خاطئة، لأن الوضع الطبيعي هو أننا في حالة حرب".
فيما قال القروي إن تونس ستتبنى موقف فلسطين بشكل دائم في صراعها مع إسرائيل، لافتاً إلى صداقته الشخصية بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال إنه مع قانون يجرّم التطبيع مع إسرائيل.
وتستقطب تونس سياحاً يهوداً في احتفالات سنوية تقام بمعبد الغريبة في جزيرة جربة، ومن الشائع مشاركة يهود يحملون الجنسية الإسرائيلية.
ودائماً ما تعترض أحزاب قومية ويسارية على مشاركة إسرائيليين التي تعتبر خطوة تطبيعية، ونجحت هذه الأحزاب في بعض المرات في إلغاء فعاليات ثقافية ورياضية في تونس يشارك فيها إسرائيليون.
استقلال القضاء وقضية حركة النهضة
وعن استقلال القضاء وقضية حركة النهضة، قال سعيّد إن القضاء المستقل خير دستور، وإنه أساس كل شيء.
وفي تعليقه على موضوع "الجهاز السري" لحركة النهضة، قال إن القانون يجب أن يطبّق على الجميع من دون استثناء، متابعاً: "نرفض وجود أي جهاز خارج إطار الدولة".
من جهته قال القروي إنه يقترح إحداث محكمة خاصة للنظر في قضايا تهم الأمن القومي، واقترح نظر المحكمة الخاصة في قضية ما يُعرف بالجهاز الأمني السري وقضية اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي. قبل أن يصحح المرشح قيس سعيّد لمنافسه بأن الدستور يمنع تشكيل محاكم خاصة، في ظل وجود نظام قضائي مستقل.
دور تونس في حل الأزمة الليبية
أكد القروي أن تونس تقف من بعيد تشاهد الأزمة الليبية، ولا تملك جرأة للتعامل والتدخل لحل الأزمة الليبية. وأضاف أن "تونس والجزائر حالياً ليستا طرفاً في حل الأزمة الليبية".
وأكمل القروي أن "مستقبل تونس من مستقبل ليبيا، فنحن شعب واحد، ولا بد من الجرأة في التعامل مع الملف الليبي".
وأوضح أن "الحل لا بد أن يكون ليبيّاً – ليبيّاً بدعم تونس والجزائر تحت سقف القوى العظمى المهتمة بليبيا".
وأضاف أنه "لو أصبحتُ رئيس تونس فسأتعامل مع الأطراف الليبية كافة، للتعاون معهم لحل الأزمة الليبية".
من جهته، أكد سعيد أنه "في البداية لا بد من احترام الشرعية الدولية واحترام القرارات الدولية كافةً الخاصة بليبيا".
وأضاف سعيّد: "هناك استعداد لتنظيم مؤتمر في ألمانيا لكن من دون حضور الليبيين، وهو أمر غير مقبول؛ فهي قضية ليبية في الأساس يحددها الشعب الليبي".
وأوضح أنه "يجب على الدول الأجنبية أن ترفع أياديها عن الملف الليبي؛ لأن الشعب الليبي هو من يقرر مصيره".
هل تفوَّق قيس سعيّد على نبيل القروي؟
وفي أول ردود الفعل على الشبكات الاجتماعية، يبدو أن الكفة مالت للمرشح قيس سعيّد، حيث "توَّجه" كثيرون فائزاً في المناظرة، وأنه تمكن من التفوق على منافسه نبيل القروي.
ونالت طريقة كلام قيس سعيّد واعتماده على اللغة العربية الفصحى، إعجاب مجموعة من المتابعين، في الوقت الذي اعتمد فيه القروي على التحدث بالدارجة التونسية.
كما حظيت المناظرة بمتابعة عربية واسعة، وهو ما أكدته تعليقات المتابعين العرب على مواقع التواصل الاجتماعي، والذين أجمعوا أيضاً على تفوُّق المرشح قيس سعيّد خلال المناظرة التي جمعته بالقروي.