زعيمان بالكونغرس الأمريكي يهاجمان ترامب بسبب الانسحاب من شمال شرقي سوريا

استنكر زعيما مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، الإثنين 7 أكتوبر/تشرين اﻷول 2019، قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من شمال شرقي سوريا، والذي يخشى منتقدون أن يفتح الباب أمام ضربة تركية للمقاتلين الذين يقودهم الأكراد في المنطقة.

عربي بوست
تم النشر: 2019/10/07 الساعة 19:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/07 الساعة 19:20 بتوقيت غرينتش
أردوغان وترامب خلال اجتماع الناتو/ رويترز

استنكر زعيما مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، الإثنين 7 أكتوبر/تشرين اﻷول 2019، قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من شمال شرقي سوريا، والذي يخشى منتقدون أن يفتح الباب أمام ضربة تركية للمقاتلين الذين يقودهم الأكراد في المنطقة.

زعيمان بالكونغرس الأمريكي ينتقدان قرار ترامب سحب القوات من شمال شرقي سوريا

حيث قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وهي ديمقراطية، في بيان: "هذا القرار يشكل تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار الإقليميين، ويبعث برسالة خطيرة لإيران وروسيا وكذلك لحلفائنا، مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد شريكاً مؤتمناً".

ودعت ترامب في البيان إلى "العدول عن هذا القرار الخطير".

أما زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل، فقال في بيان: "الانسحاب المتسرع للقوات الأمريكية من سوريا لن يصبّ إلا في مصلحة روسيا وإيران ونظام الأسد، وسيزيد من خطر نهوض (الدولة الإسلامية) وغيرها من الجماعات المتشددة مرة أخرى".

كانت الولايات المتحدة بدأت سحب بعض قواتها من شمال شرقي سوريا، الإثنين، وهو ما يمهد الطريق أمام هجوم تركي على قوات حليفة لواشنطن يقودها الأكراد، في خطوة وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها مسعى للخروج من "حروب لا نهاية لها".

في حين اتهمت القوات الكردية في شمال شرقي سوريا أمريكا بالخيانة 

وتمثل الخطوة تحولاً كبيراً في السياسة، وتسلُّم أنقرة المسؤولية عن آلاف من أسرى تنظيم "الدولة الإسلامية". وقال قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، إنها تمثل "طعناً بالظهر" لها. والقوات هي الشريك الأقوى لواشنطن في قتال التنظيم المتشدد بسوريا.

واتهمت القوات الولايات المتحدة بالتخلي عن حليف لها، محذرة من أن الهجوم التركي سيكون له "أثر سلبي كبير" على الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية".

لكن ترامب قال في عدد من التغريدات على تويتر، إن مواصلة دعم القوات التي يقودها الأكراد مكلفة للغاية، مضيفاً: "آن الأوان لخروجنا من تلك الحروب السخيفة التي لا نهاية لها".

وقال: "سيتعين الآن على تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد تسوية الوضع".

وأبدت الأمم المتحدة تخوفها من انتهاكات بحق المدنيين

وفي مؤشر على المخاوف الإنسانية المتصاعدة، علق مسؤول بالأمم المتحدة على الخطوة، قائلاً إنه ينبغي حماية المدنيين في أي عملية تركية بشمال شرقي سوريا، مضيفاً أن المنظمة الدولية تأمل الحيلولة دون وقوع انتهاكات أو موجات نزوح.

وقال منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للأزمة السورية بانوس مومسيس، للصحفيين في جنيف: "نأمل الأفضل، لكن نستعد للأسوأ".

وقال مسؤول أمريكي إن القوات الأمريكية انسحبت من موقعين للمراقبة على الحدود عند تل أبيض ورأس العين، وأبلغت قائد قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد أن الولايات المتحدة لن تدافع عن القوات في مواجهة هجوم تركي وشيك. وستظل القوات الأمريكية في أماكن أخرى بسوريا في مواقعها.

وقال مسؤول أمريكي لـ "رويترز"، الإثنين، إن انسحاب القوات الأمريكية بسوريا سيقتصر في بادئ الأمر على جزء من الأرض قرب الحدود التركية، كانت أنقرة وواشنطن قد اتفقتا على العمل معاً لإقامة منطقة أمنية خاصة فيه.

ولم يوضح المسؤول، الذي تحدث إلى رويترز مشترطا عدم ذكر اسمه، ما إذا كانت القوات سترحل عن سوريا أم ستنتقل إلى مكان آخر في البلاد التي يوجد بها نحو ألف جندي أمريكي.

وذكر مسؤول أمريكي آخر أن أي هجوم عسكري تركي من جانب واحد في سوريا يمثل "فكرة سيئة"، وأن الولايات المتحدة "لن تساعد في هذا الصدد بأي حال، لكنها لن تقاومه".

في حين اتفق ترامب مع أردوغان على عدم دعم العملية العسكرية

وقال البيت الأبيض بعد اتصال هاتفي بين ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، إن القوات الأمريكية لن تدعم العملية.

وأضاف: "القوات الأمريكية لن تدعم أو تشارك في العملية، ولن تظل بالمنطقة بعد أن هزمت خلافة داعش".

في الوقت نفسه قال أردوغان إن القوات الأمريكية بدأت تنسحب من أجزاء في شمال شرقي سوريا، بعد الاتصال الهاتفي بينه وبين ترامب. وأضاف أنه يعتزم زيارة واشنطن للقاء ترامب في النصف الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، حيث سيناقشان خططاً بشأن "المنطقة الآمنة".

وتدعو تركيا منذ وقت طويل، إلى إقامة منطقة "آمنة" على الحدود بعمق 32 كيلومتراً تحت سيطرة أنقرة، وطرد وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تمثل القوة المهيمنة على قوات سوريا الديمقراطية، وتعتبرها تركيا منظمة إرهابية وتهديداً لأمنها القومي.

وساعدت الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب على هزيمة مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، وتسعى إلى "آلية أمنية" مشتركة مع تركيا على الحدود لتلبية احتياجات أنقرة بخصوص الأمن بما لا يهدد قوات سوريا الديمقراطية.

تحميل المزيد