قالت القاهرة، السبت، 5 أكتوبر/تشرين الأول إن مفاوضات سد النهضة، وصلت إلى "طريق مسدود نتيجة تشدد الجانب الإثيوبي"، مطالبة بوسيط دولي.
القاهرة تطالب بوسيط دولي بمفاوضات سد النهضة
ونقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية (أ ش أ)، عن محمد السباعي، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري، إن "مفاوضات سد النهضة وصلت إلى طريق مسدود نتيجة لتشدد الجانب الإثيوبي ورفضه كافة الإطروحات التي تراعي مصالح مصر المائية وتتجنب إحداث ضرر جسيم".
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من أديس أبابا بشأن تلك الاتهامات، غير أنه الأخيرة تنفي مراراً تلك الاتهامات وتؤكد دعمها لحقوق مصر المائية.
وأوضح المتحدث أن "إثيوبيا قدمت خلال جولة المفاوضات التى جرت في الخرطوم، وكذلك خلال الاجتماع الوزاري الذي تلاها، مقترحاً جديداً يعد بمثابة ردة عن كل ما سبق الاتفاق عليه من مبادئ حاكمة لعملية الملء والتشغيل".
وأضاف "خلا (المقترح الإثيوبي) من ضمان وجود حد أدنى من التصريف السنوي من سد النهضة، والتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد التي قد تقع في المستقبل".
حيث اتهمت مصر إثيوبيا بالاستمرار في وضع عراقيل أمام المفاوضات
وقد اتهم المسؤول المصري، إثيوبيا بـ"الاستمرار في وضع العراقيل أمام مسارات التفاوض على مدار السنوات الأربع الماضية منذ التوقيع على اتفاق إعلان المبادئ".
وقال إن بلاده "طالبت بتنفيذ المادة العاشرة من اتفاق إعلان المبادئ بمشاركة طرف دولي في مفاوضات سد النهضة للتوسط بين الدول الثلاث وتقريب وجهات النظر والمساعدة على التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحفظ حقوق الدول الثلاث".
وعقد وزراء الري في مصر والسودان وإثيوبيا، اجتماعات استمرت يومين في الخرطوم اختتمت السبت لبحث ملف السد.
وقال وزير الري السوداني ياسر عباس، السبت، في تصريحات صحفية إن الاجتماعات الأخيرة "حققت من وجهة نظرنا نجاحات كبيرة في القضايا الفنية، وهناك بعض الاختلافات في الأرقام والحد الأدنى للتصرف المسموح به للمياه، والموسم والشهور التي يتم فيها ملء السد".
ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية بياناً مؤخراً عن وزير المياه والري والطاقة، سلشي بقل، أكد خلاله أن بلاده بصدد إعداد اقتراح نقيض لما قدمته مصر حول سد النهضة بما أن القاهرة لم تغير اقتراحاتها القديمة.
وأوضح أن مقترح مصر ينص على "ملء السد خلال 7 سنوات مع الإبقاء على مستوى المياه في سد أسوان (جنوبي مصر) عند 165 متراً فوق سطح الأرض، على أن تقدم إثيوبيا 40 مليار متر مكعب سنوياً من المياه إليها".
كان السيسي قد كشف عن نتائج سلبية للمفاوضات مع إثيوبيا
فقد قال الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، إن المفاوضات حول سد النهضة مع إثيوبيا لم تفض إلى نتائجها المرجوة، محذراً من انعكاسات سلبية جراء "التعثر".
جاء ذلك خلال كلمته الثلاثاء بالدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بثها التليفزيون الحكومي.
وأضاف: "أعربت مصر عن تفهمها لشروع إثيوبيا في بناء سد النهضة رغم عدم إجرائها الدراسات الوافية حول آثار هذا المشروع الضخم بما يراعي عدم الإضرار بالمصالح المائية لدول المصب".
وتابع: "بل وبادرت مصر بطرح إبرام اتفاق إعلان المبادئ الموقع في الخرطوم مارس/آذار 2015، والذي أطلق مفاوضات امتدت لأربع سنوات للتوصل لاتفاق يحكم عمليتي ملء وتشغيل السد إلا أنه -ومع الأسف- لم تفض هذه المفاوضات إلى نتائجها المرجوة".
وأشار إلى أنه "على الرغم من ذلك فإن مصر مازالت تأمل في التوصل لاتفاق يحقق المصالح المشتركة لشعوب نهر النيل إثيوبيا والسودان ومصر".
واعتبر أن "استمرار التعثر في المفاوضات سيكون له انعكاساته السلبية على الاستقرار وكذا على التنمية في المنطقة".
وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد الإثيوبي على تدفق حصتها السنوية من مياه النيل (55 مليار متر مكعب).
بينما تقول إثيوبيا إن السد سيمثل نفعاً لها، خاصة في مجال توليد الطاقة، ولن يُضر بدولتي مصب النيل، السودان ومصر.