تعهد مارك زوكربيرغ، رئيس شركة فيسبوك العملاقة، "خوض معركة" لمحاربة محاولة الحكومة الأمريكية تفكيك الموقع العملاق للتواصل الاجتماعي، بحسب ما ذكره تقرير صدر الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بناءً على تسجيل صوتي تم تسريبه.
ونشر موقع أخبار التكنولوجيا "ذي فيرج" تسريباً لأقوال زوكربيرغ خلال اجتماع لموظفي فيسبوك، في يوليو/تموز الماضي، حين قال إنه سيتحدى هذه الجهود، مكرراً حجته أن تقسيم الشركة لن يعالج القضايا التي يثيرها المنتقدون.
وتطرق زوكربيرغ على وجه التحديد إلى خطة السناتور إليزابيث وارين، المرشحة للرئاسة الديمقراطية لتفكيك المنصات التقنية الرئيسية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال في هذا السياق: "إذا تم انتخابها، فأنا متأكد من أننا سنواجه تحديات قانونية، ومتأكد بأننا سنربح التحديات القانونية"، مُعترفاً في الوقت ذاته أنها تمثل تهديداً لشركته، وأضاف: "إذا كان هناك شخص ما سيحاول تهديد شيء وجودي، حينها عليك أن تقاتل".
وذكر أيضاً أمام الموظفين أنه لا يعتزم الإدلاء بشهادته في دول أخرى تحقق مع الشركة بشأن قضايا الخصوصية ومكافحة الاحتكار.
وتابع: "ليس من المنطقي أن أذهب إلى جلسات الاستماع في كل دولة تريد أن أظهر أمامها".
وارين ترد على زكربيرغ
وبحسب التسريب، كان زوكربيرغ في اجتماعات مفتوحة مع موظفي فيسبوك، في نفس الشهر الشهر الذي وافقت فيه الشركة على دفع غرامة غير مسبوقة قيمتها 5 مليارات دولار في تسوية مع لجنة التجارة الفيدرالية، بشأن تعاملها مع بيانات المستخدمين الشخصية، كما تضمن التسريب جلسات أسئلة وأجوبة من زوكربيرغ.
وقالت شبكة سي إن إن الأمريكية، إن متحدثاً باسم فيسبوك رفض التعليق على ما ورد في التسريب الصوتي، عندما سألته الشبكة عن موقف الشركة من ذلك.
أما إليزابيث وارين فكتبت عبر تويتر: "الأمر السيئ حقاً هو أننا إذا لم نصلح نظاماً فاسداً يسمح لشركات عملاقة، مثل فيسبوك، بالانخراط في ممارسات غير قانونية معادية للمنافسة، والتنازل عن حقوق خصوصية المستهلك، وإبطال مسؤوليتها بشكل متكرر عن حماية ديمقراطيتنا".
وقالت "سي إن إن"، إن التسريب يعطي لمحة نادرة عما يجري وراء الكواليس، حول كيفية مناقشة زوكربيرغ للمشاكل التنظيمية في فيسبوك داخل الشركة، بعيداً عن المقابلات الصحفية والشهادات العامة أمام الكونغرس.
تحقيقات مستمرة
وتواجه فيسبوك حالياً تحقيقات بشأن مكافحة الاحتكار، وأخرى في ثماني ولايات أمريكية، فضلاً عن مقاطعة كولومبيا.
وتُجري اللجنة القضائية بمجلس النواب تحقيقاً مع شركات تقنية من عمالية وادي السليكون، بما في ذلك فيسبوك، فيما دعا العديد من مرشحي الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، بما في ذلك وارين، إلى مزيد من التدقيق في أوضاع شركات التكنولوجيا.
وفي وقت سابق من هذا العام، دعت وارين إلى تفكيك عمالقة التكنولوجيا، مثل فيسبوك وأمازون وجوجل. ومن شأن اقتراحها أن يفرض قواعد جديدة على المدى البعيد على تلك الشركات التي يبلغ دخلها السنوي 25 مليار دولار أو أكثر.
كما يهدف مقترح وارين إلى تحجيم عمليات الدمج التي تقوم بها شركات التكنولوجيا، على غرار ما فعلته فيسبوك مع إنستغرام وواتساب.
وفي التسريب، قال زوكربيرغ إنه يعارض تفكيك شركات التكنولوجيا الكبرى، ورأى أن ذلك لن "يحل المشكلات فعلياً"، مُضيفاً أنه ربما يعزز احتمالات التدخل في الانتخابات، نظراً لأن الشركات لن تتمكن بعد ذلك من التنسيق والعمل معاً.
خدمة جديدة من فيسبوك
من جهة أخرى، أكد زوكربيرغ أن فيسبوك تخطط لخدمة جديدة تتفوق على تطبيق "تيكتوك" لوسائل التواصل الاجتماعي السريع النمو، وتسيطر عليه شركة صينية.
وقال: "لدينا منتج يسمى لاسو، إنه تطبيق قائم بذاته نعمل عليه، في محاولة لتناسب سوق المنتجات في بلدان مثل المكسيك".
وتابع رئيس شركة فيسبوك: "نحاول أولاً معرفة ما إذا كان بإمكاننا أن نجعلها تعمل في بلدان لا يكون فيها تطبيق تيكتوك منتشراً بشكل كبير، قبل أن نذهب ونتنافس معه في البلدان التي ينتشر فيها بشكل كبير".
كما تطرق زوكربيرغ إلى العملة الرقمية المخطط لها على فيسبوك (لييرا)، وقال في هذا الصدد إنه لا يزال متفائلاً بشأن آفاقها، رغم التعليقات الرافضة من المسؤولين الحكوميين في العديد من البلدان.