قال وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان في إعلان ترويجي لفيلمٍ وثائقي ستعرضه محطة PBS الأمريكية الأسبوع المقبل، إنه يتحمل مسؤولية مقتل الصحفي جمال خاشقجي "لأنه حدث أثناء وجوده في السلطة" كولي للعهد.
وأكد موقع US News الأمريكي أن بن سلمان اعترف لأول مرة للصحفي مارتن سميث، صانع الأفلام الوثائقية، حسبما جاء في مقطع فيديو ترويجي للفيلم الذي يحمل عنوان The Crown Prince of Saudi Arabia: "لقد حدث ذلك أثناء وجودي في السلطة كولي للعهد. أتحمل المسؤولية كاملةً، لأنَّ ذلك حدث أثناء وجودي في السلطة".
وأصر سميث على السؤال عن كيفية حدوث مثل تلك الجريمة الكبيرة دون علم ولي العهد، فبرر الأخير بالقول إن لديه 20 مليون مواطن، وثلاثة ملايين موظف حكومي.
ورد الصحفي الأمريكي بالتساؤل عن استخدام إحدى الطائرات التابعة لحكومة المملكة، فقال بن سلمان: "لديّ مسؤولون ووزراء يتابعون الأمور، وهم المسؤولون ولديهم الصلاحيات لفعل ذلك".
محمد بن سلمان التزم الصمت
يُذكَر أنَّ محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، لم يتحدث علانيةً عن الجريمة التي وقعت داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
بينما قالت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وبعض الحكومات الغربية إنه أمر بتنفيذ الجريمة، لكنَّ المسؤولين السعوديين يقولون إنه ليس له دور.
وقد أثارت الجريمة غضباً عالمياً، وشوَّهت صورة بن سلمان وخططه الطموحة الرامية إلى تنويع اقتصاد أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، وانفتاح المجتمع السعودي المنطوي على نفسه. ولم يزر بن سلمان الولايات المتحدة أو أوروبا منذ وقوع هذه الجريمة.
يُشار إلى أن الرواية السعودية الرسمية نفت مقتل خاشقجي في البداية، لكنَّها عادت وألقت باللوم في الجريمة على عناصر مارقة.
وقال المدعي العام السعودي إنَّ نائب رئيس المخابرات آنذاك أمر بإعادة خاشقجي -الذي كان فرداً مقرباً من العائلة المالكة ثم أصبح ناقداً صريحاً- إلى المملكة، لكن المُفاوِض الرئيسي أمر بقتله بعد فشل محادثات عودته.
واشنطن تضغط على الرياض بسبب مقتل خاشقجي
وأضاف أنَّ سعود القحطاني، وهو مستشار ملكي سابق ذكرت وكالة رويترز أنه أعطى القتلة أوامر عبر تطبيق سكايب، أطلع فريق الاغتيال على أنشطة خاشقجي قبل العملية.
هذا وقال مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية لوكالة رويترز في يونيو/حزيران 2019، إنَّ إدارة ترامب تضغط على الرياض من أجل إحراز "تقدم ملموس" في محاسبة المسؤولين عن القتل في المستقبل.
وقد حُوكم 11 سعودياً مشتبه بهم في إجراءات سرية، لكنَّ محاكمتهم لم تشهد سوى عقد جلسات استماع قليلة. ودعا تقرير أصدرته الأمم المتحدة إلى التحقيق مع الأمير محمد وغيره من كبار المسؤولين السعوديين.
يُذكَر أنَّ خاشقجي، الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة The Washington Post الأمريكية، شوهد آخر مرة داخل القنصلية السعودية بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، حيث كان يسعى للحصول على وثائق رسمية قبل عقد زواجه. وذكرت تقارير أن جُثته قُطِّعت وأخرِجَت من المبنى، ولم يُعثَر على رفاته.