كشفت أبوظبي عن خطط لبناء مجمع ديني ثلاثي يضم جامعاً وكنيسة وكنيساً في مكانٍ واحد. وتظهر تصاميم مشروع "بيت العائلة الإبراهيمية" بيوت العبادة الثلاثة تقابل بعضها بعضاً في حدائق مترامية الأطراف على جزيرة السعديات بالعاصمة الإماراتية.
وقالت صحيفة The Daily Mail البريطانية، إن المنظمين يأملون أن يكون هذا الموقع "منارة للتفاهم المتبادل والسلام" في منطقةٍ عادة ما تكون مضطربة بفعل الصراعات الدينية.
وتأمل أبوظبي أن تنتهي من تشييد المجمع بحلول عام 2022، وأن تُقام فيه الشعائر الدينية يومياً بالإضافة إلى القمم الدولية.
مجمع ديني ثلاثي مستلهم من زيارة البابا فرنسيس
استُلهم هذا المشروع من زيارة البابا فرنسيس التاريخية في مطلع هذا العام، عندما وقّع هو وشيخ الأزهر أحمد الطيب بياناً مشتركاً باسم "وثيقة الأخوة والإنسانية".
كانت زيارة الحبر الأعظم في فبراير/شباط الماضي، هي أول رحلة باباوية على الإطلاق إلى شبه الجزيرة العربية.
أعلن حاكم أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، عن المشروع بعد هذه الزيارة مباشرة.
تشكلت مجموعة مشتركة من الأديان الثلاثة هي اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، بعد انتهاء الزيارة، وقد ناصرت بناء هذا المشروع.
وجاء في منشور للجنة: "سيكون هذا المَعلم مكاناً للتعلم، وللحوار، والعبادة، وسيكون مفتوحاً أمام الجميع. في داخل كل دار عبادة، سيُتاح للزوار فرصة إقامة الشعائر الدينية، والاستماع للنصوص المقدسة، وحضور الطقوس المقدسة".
وأضاف: "المبنى الرابع -وهو غير منتمٍ إلى أي ديانة- سيكون مركزاً تعليمياً يمكن أن تجتمع فيه كل الفئات باعتبارها جزءاً من مجتمع واحد مُكرَّس للتفاهم المتبادل والسلام".
وفي زيارته هذا العام، ترأس البابا فرنسيس قداساً في الهواء الطلق ضم أكثر من 170 ألف شخص في أبو ظبي، حيث لا يُسمح عادة بأداء العبادات المسيحية إلا داخل الكنائس.
وعكس السعودية، التي تحظر جميع دور العبادة غير الإسلامية، تسمح أبوظبي للمسيحيين بممارسة معتقداتهم على نحوٍ متكتم، وفيها تعداد سكاني كاثوليكي كبير.
لكن ذلك لا يعفي الإمارات من كونها مركزاً للتوترات
كانت زيارة البابا فرنسيس موضع ترحيب حار من جانب الكاثوليك الفلبينيين والهنود من بين طاقة القوى العاملة الضخمة في الإمارات. يوجد في الإمارات حالياً كنيس يهودي واحد، افتُتح في دبي عام 2008.
ومع ذلك، كانت الإمارات مركزاً للتوترات في الشرق الأوسط خلال الأشهر الأخيرة.
تدعم الإمارات السعودية في الحرب باليمن، لكن علاقاتهما فسدت في خضم الحرب بين وكلائهما في الأسابيع الأخيرة.
في مطلع هذا العام، تعرضت مجموعة من ناقلات النفط الخليجية لهجوم قبالة ساحل الإمارات، وهو ما فاقم من حدة التوترات بشكلٍ مخيف.
وخلص تحقيق قادته الإمارات إلى أن إيران هي الجهة الملومة على هذا الهجوم، وهو ادعاء تصدق عليه واشنطن وتنكره طهران. وعقدت اللجنة اجتماعها الأول في نيويورك مطلع هذا الشهر.
تصميم "بيت العائلة الإبراهيمية" من شركة هندية-بريطانية
وكان التصميم الفائز لـ "بيت العائلة الإبراهيمية" مُقدماً من شركة الهندسة المعمارية Adjaye Associates في لندن.
يُطلق على الديانات الثلاث أحياناً الديانات الإبراهيمية، لاعتبار إبراهيم شخصية مهمة في كل منها.
يقول المعماري ديفيد أدجاي: "أشعر بالفخر والإطراء لاختيار تصميمنا"، مضيفاً: "أؤمن بأن الهندسة المعمارية ينبغي لها الاجتهاد لتكفل (لنا) شكل العالم الذي نرغب في العيش فيه، عالم متسامح، ومنفتح، وآخذ في التقدم".
وأضاف: "بتشييدها في العاصمة الإماراتية، ستكون هذه الساحة مفتوحة للعالم، وأملنا هو أن يتعلم معتنقو الأديان والناس من مختلف المجتمعات من هذه الصروح ويشتركوا في مهمة من أجل التعايش في سلام لأجيال قادمة".