كشفت تقارير إعلامية عن توقف مشروع السعودية السياحي العملاق "نيوم"، الذي يدخل في إطار خطة ولي العهد محمد بن سلمان "رؤية 2030″، وذلك بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها الرياض.
وقال مصدر من الحكومة المصرية لموقع "الخليج الجديد"، الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول 2019، إن السعودية، ودون استشارة مصر والأردن، قررت "توقيف مشروع نيوم السياحي بشكل مؤقت".
وأضاف الموقع أن هذا التوقف المؤقت سببه "الأزمة المالية التي تعاني منها السعودية، بسبب تداعيات مقتل جمال خاشقجي العام الماضي"، وفق ما أكده المصدر المصري.
وأشار الموقع إلى أنه ليست المرة الأولى التي تتوارد فيها أخبار عن توقف مشروع نيوم، إذ كشفت صحف بريطانية في وقت سابق اعترافاً من محمد بن سلمان بعدم استثمار أي أحد في المشروع منذ سنوات. كما نقلت الصحف شكوك المستثمرين حول مشروع نيوم وخوفهم على سمعتهم.
ويعتبر مشروع "نيوم" السياحي الأضخم في المملكة بتكلفة 500 مليار دولار، والذي يدخل ضمن رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.
شركات عالمية أعلنت انسحابها من "نيوم" بسبب خاشقجي
انسحب كل من جوناثان إيف المسؤول التنفيذي الكبير لدى الشركة الأم لشركة آبل، وإرنست مونيز وزير الطاقة الأميركي في عهد باراك أوباما، من منصبيهما بالمجلس الاستشاري للتكنولوجيا والأعمال الخاص بمشروع مدينة نيوم السعودي، بعد توالي الأخبار عن اختفاء الصحفي السعودي خاشقجي، وتصريحات مسؤولين أتراك بأن خاشقجي قُتل داخل القنصلية السعودية بإسطنبول.
وقام وزير الطاقة الأميركي السابق، إرنست مونيز، بتعليق دوره الاستشاري بمشروع مدينة "نيوم" الاقتصادية السعودية لحين معرفة مزيد من المعلومات عن مصير الصحفي السعودي المختفي جمال خاشقجي.
ومونيز واحد من 18 شخصاً يشرفون على مشروع نيوم الذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار.
وقال الوزير السابق في بيانه: "في ضوء الأحداث الجارية في هذه اللحظة، أُعلق عملي في مجلس إدارة مشروع نيوم السعودي"، مشيراً إلى أن الأخبار انقطعت عن خاشقجي بعد دخوله مقر قنصلية بلاده بإسطنبول.
ما يجعل فكرة الأمير محمد بن سلمان عرضة للفشل
طرح الأمير محمد بن سلمان هذه الفكرة عام 2015م، في أول اجتماعٍ مع فريقه الجديد، لمناقشة الحاجة إلى عاصمةٍ تجارية واقتصادية.
أما هذا الاسم، فيقول ولي العهد السعودي إنه تم استخدام اسم "نبض" بالوثائق فقط في البداية، "ثم قررنا أخذ الحروف الأولى من الأسماء المُقترحة والحروف الأولى من القطاعات الرئيسية للمشروع، ومحاولة وضعها في عبارة ملائمة. فتوصلنا إلى كلمتي (نيو – مستقبل). (نيو) كلمة لاتينية تعني (جديد)، ومستقبل من اللغة العربية ليدمجا وتصبح (نيوم)".
المدينة ستعمل بشكل مستقل عن "الإطار الحكومي الحالي"، بقوانين الضرائب والعمل الخاصة بها ونظام قضائي مستقل.
هذه الأنظمة والتشريعات المستقلة ستكون وفق أفضل الممارسات العالمية التي تُصاغ من قِبل المستثمرين ومن أجل المستثمرين، حيث سيكون المشروع مستقلاً عن أنظمة السعودية فيما عدا السيادية منها، وذلك حسب تقرير لموقع قناة "العربية" السعودية.
ومن ثم، فمن المرجح أن المدينة الجديدة ستدار من الناحيتين الاجتماعية والثقافية كذلك، بطريقة مختلفة عن القواعد الاجتماعية الخاصة بالسعودية التي توصف بالصارمة؛ إذ تقول صحيفة وقائع مشروع نيوم، إنَّ "المعايير الاجتماعية ستتبنَّى ممارساتٍ رائدة من أجل تحسين معايير الحياة لسكانها وزائريها".