مسؤولون في أرامكو يتحدثون عن الهجوم الذي تعرضت له، قُصفت مدة 17 دقيقة

كشف مسؤولون في شركة أرامكو النفطية السعودية، عما جرى خلال الهجوم على منشأتين تابعتين للشرطة شرق المملكة، وهو ما أدى إلى توقف نصف إنتاج المملكة النفطي، وأحدث هزة في سوق النفط العالمي.

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/21 الساعة 08:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/22 الساعة 05:59 بتوقيت غرينتش
أضرار كبير لحقت بأرامكو جراء الهجوم بطائرات مسيّرة وصواريخ كروز - رويترز

كشف مسؤولون في شركة أرامكو النفطية السعودية، عما جرى خلال الهجوم على منشأتين تابعتين للشركة شرق المملكة، وهو ما أدى إلى توقف نصف إنتاج المملكة النفطي، وأحدث هزة في سوق النفط العالمي. 

وقال المسؤولون في تصريح لوكالة رويترز -لم تذكر أسماؤهم- اليوم السبت 21 سبتمبر/أيلول 2019، إنه عندما ضربت 18 طائرة مسيّرة أرامكو السبت الماضي، هرع نحو 100 عامل بنوبة العمل الليلة لمكافحة الحرائق التي اندلعت.

وخلال دقائق، وصلت فرق الطوارئ للموقع في معمل بقيق، ولموقع آخر قريب في خريص، ثاني أكبر حقول النفط بالمملكة.

حرائق استمرت لساعات

وبعد ستة أيام من الهجوم الذي ضرب قلب صناعة الطاقة السعودية، وأدى إلى تفاقم الصراع القائم منذ عقود بين السعودية وخصمها اللدود إيران، فتحت شركة أرامكو الحكومية للنفط الموقعين أمام وسائل الإعلام العالمية، أمس الجمعة، لتفقد الأضرار وجهود الإصلاح.

وتحدّث ممثلو أرامكو للصحفيين كيف وقع الهجوم، وما هي الإجراءات التي تتخذها أكبر شركة نفط بالعالم للعودة لمستويات الإنتاج الطبيعية، في الوقت التي تجهز فيه للإعلان عن طرح عام أولي.

وقال فهد عبدالكريم، المدير العام لمنطقة الأعمال الجنوبية للنفط في أرامكو، إن الصواريخ أمطرت خريص في الفترة بين الساعة 03:31 وحتى 03:48، مشيراً إلى أن فرق الإطفاء هرعت إلى الموقع وأخمدت حريقين في خمس دقائق.

وأضاف أنه بمجرد وصولها إلى الموقع، شهدت المنطقة ضربات أخرى، مشيراً إلى أن إخماد حريقين آخرين استغرق خمس ساعات.

وقال خالد البريك، نائب الرئيس لأعمال الزيت بمنطقة الأعمال الجنوبية في أرامكو إن إخماد الحرائق في بقيق استغرق سبع ساعات.

قوات أمريكية للسعودية

وكان "الحوثيون" في اليمن قد أعلنوا مسؤوليتهم عن الهجوم يوم السبت الفائت 14 سبتمبر/ أيلول 2019، لكن واشنطن والرياض رفضتا إعلان الجماعة، وألقتا باللوم على طهران، حيث رجّح مسؤولون أمريكيون أن يكون الهجوم انطلق من منطقة في جنوب غربي إيران.

ورداً على هذه الهجمات، قررت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، إرسال قوات أمريكية لتعزيز دفاعات السعودية الجوية والصاروخية، وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن عملية نشر القوات ستتضمَّن عدداً متواضعاً من الجنود لن يصل إلى آلاف، وإنها ستكون ذات طبيعة دفاعية بصفة أساسية، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز. 

وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في إفادة صحفية: "استجابة لطلب المملكة وافق الرئيس على إرسال قوات أمريكية، ستكون ذات طبيعة دفاعية، وتركز بشكل أساسي على الدفاع الجوي والصاروخي".

وأضاف أن بلاده "ستعمل أيضاً على التعجيل بتسليم معدات دفاعية للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية، لتعزيز قدراتهما على الدفاع عن نفسهما" .

عقوبات جديدة ضد إيران

وعلى خلفية الهجوم على أرامكو، فرض أمريكا أيضاً عقوبات جديدة ضد طهران، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مساء أمس الجمعة، إن العقوبات الجديدة التي أقرها ترامب تستهدف "كيانات إيرانية تدعم إرهاب النظام والعدوان الإقليمي"، مشدداً أن مهاجمة الدول "لها ثمن" .

وأشار بومبيو إلى أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على البنك المركزي الإيراني، وصندوق التنمية الوطنية، التابع له، وكذلك شركة "اعتماد تجارات بارس"، وهي شركة مقرها إيران، وأضاف أنه "ثبت أنها تخفي تحويلات مالية لصالح عمليات شراء عسكرية"، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وتابع أن "هذه الكيانات تدعم إرهاب النظام والعدوان الإقليمي، عبر تمويلها الحرس الثوري، وهو منظمة إرهابية، وفيلق القدس التابع له، وحزب الله"، والقوات التي تدير حروباً بالوكالة لصالح طهران" .

ووصف الهجوم على أرامكو بأنه كان "عملاً عدوانياً، متطوراً في تخطيطه، وقحاً في تنفيذه" .

وبينما تتهم واشنطن إيران بالوقوف وراء الهجوم على أرامكو، إلا أن أمريكا تشعر في الوقت ذاته بالقلق من جرِّها إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط.

ويوجد لدى أمريكا الآن قوات في سوريا والعراق، اللتين تتمتع فيهما إيران بنفوذ قوي، كما تعمل فيهما قوات مدعومة من طهران بشكل علني، ويخشى المسؤولون الأمريكيون من احتمال أن يحاول وكلاء إيران مهاجمة القوات الأمريكية هناك، وهو أمر قد يُشعل بسهولة صراعاً إقليمياً أوسع.

تحميل المزيد