دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس 19 سبتمبر/أيلول 2019، بعد ضعف موقفه السياسي، منافسه الرئيسي في الانتخابات بيني جانتس للانضمام إليه في ائتلاف موسع، في خطوة بمثابة تغيُّر مفاجئ في توجُّهه بعدما أخفق في تحقيق أغلبية تتيح له الحكم.
وطرح نتنياهو، زعيم حزب الليكود اليميني وأطول زعماء إسرائيل بقاءً في رئاسة الوزراء، عرضه المفاجئ في تسجيل مصور، وقال إنه تعهَّد خلال الحملة الانتخابية بتشكيل حكومة يمينية.
وتابع قائلاً: "لكن يؤسفني أن نتائج الانتخابات تظهر استحالة ذلك. بيني، علينا تشكيل حكومة وحدة موسعة، ربما اليوم. الأمة تتوقع منا نحن الاثنين أن نُبدي المسؤولية وأن نسعى للتعاون".
كيف يتلقى جانتس الدعوة؟
فيما قال مكتب جانتس رئيس أركان الجيش السابق وزعيم حزب أزرق أبيض الذي ينتمي لتيار الوسط بعد الدعوة التي وجَّهها نتنياهو إن جانتس سيدلي ببيان الخميس.
وقال جانتس، الأربعاء، إنه يأمل في تشكيل "حكومة وحدة جيدة تحظى بشعبية"، لكنه استبعد أيضاً تشكيلها مع حزب الليكود، وعزا ذلك إلى اتهامات بالفساد تحدق برئيس الوزراء. وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات.
نتنياهو: عرضي لا يحمل شروطاً مسبقة
وفي تعليقات لاحقة خلال مراسم حضرها جانتس أيضاً لإحياء الذكرى الثالثة لوفاة رئيس الوزراء السابق شيمعون بيريس، قال نتنياهو إن عرضه لا يحمل شروطاً مسبقة. وتصافح نتنياهو الذي ارتسمت البسمة على وجهه مع جانتس بحرارة.
ولمَّح نتنياهو لإمكانية التناوب على رئاسة الوزراء مع جانتس، مشيراً إلى أن بيريس اليساري شكَّل ائتلافاً مع إسحق شامير الذي كان من التيار المحافظ تناوباً فيه على رئاسة الوزراء خلال الفترة من 1984 إلى 1988.
وقال نتنياهو في كلمته: "عندما لم يتحقق فوز واضح في انتخابات الكنيست، اختار شيمعون الوحدة الوطنية واتفق مع إسحق شامير على التعاون للوصول بإسرائيل إلى بر الأمان".
وأضاف: "في هذه الانتخابات أيضاً، لم يتحقق فوز واضح. وإنني أدعوك يا بيني… فلنعمل معا للوصول بدولة إسرائيل إلى بر الأمان مرة أخرى".
العرض يعكس ضعف موقف نتنياهو السياسي
تعكس تعليقات نتنياهو ضعف موقفه السياسي بعدما أخفق مجدداً في تحقيق أغلبية برلمانية بعد انتخابات، الثلاثاء 17 سبتمبر/أيلول 2019، التي أعقبت تصويتاً غير حاسم في أبريل/نيسان.
من جانبه، قال الرئيس ريئوفين ريفلين الذي يتولى منصباً شرفياً إلى حد كبير ويحظى باحترام واسع في إسرائيل، إنه يرحب بدعوة نتنياهو تشكيل حكومة وحدة. ويقضي القانون الإسرائيلي بأن يكلف الرئيس أحد زعماء الأحزاب بتشكيل حكومة بعد إعلان نتائج التصويت النهائية.
وتشير تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنه بعد فرز أكثر من 95% من الأصوات سيسيطر تكتُّل ديني يميني يقوده الليكود على 55 مقعداً بالكنيست المكون من 120 مقعداً، في حين سيستحوذ تحالف من يسار الوسط على 56 مقعداً.