ذكرت وكالة الأنباء السعودية، نقلاً عن مصدر مسؤول بوزارة الدفاع، قوله الأربعاء 18 سبتمبر/أيلول 2019، إن السعودية قررت الانضمام لمهمة بحرية دولية لحماية الملاحة التجارية في مضيق هرمز ومناطق أخرى.
وقال التقرير إن منطقة عمليات التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية تغطي مضيق هرمز وباب المندب وبحر عمان والخليج العربي.
وتعرضت عدة سفن تجارية دولية لهجمات في الخليج هذا العام، في حوادث هزت تجارة السلع العالمية. وألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران التي تنفي هذه الاتهامات.
وفي يوليو/تموز أعلنت الولايات المتحدة أنها أعدت خطة يتولى بموجبها تحالف عسكري دولي حماية المياه الاستراتيجية قبالة إيران واليمن.
وجاء هذا بعد أن هددت إيران بالانتقام في مضيق هرمز، إن هي مُنعت من تصدير النفط، لكن الانتقام كما يبدو وقع في داخل الأراضي السعودية عبر استهداف أرامكو. وبينما تنفي إيران ضلوعها بالتفجير الذي أربك أسواق التجارة العالمية بعد ارتفاع النفط، تقول أمريكا إنها تملك الدلائل على ضلوع إيران بالقضية.
وقال مسؤولان أمريكيان لرويترز، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تعتقد أن الهجوم على منشأتي النفط في السعودية انطلق من إيران، وذكر أحدهما أن الهجوم جاء من جنوب غرب إيران.
وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين، اشترطوا عدم نشر أسمائهم، إن الهجوم على منشأتي النفط بالسعودية شمل طائرات مسيرة وصواريخ كروز، مما يظهر أن الهجوم شمل قدراً من التعقيد والتطور أعلى مما كان يعتقد في بادئ الأمر.
ولم يقدم المسؤولون دليلاً أو يوضحوا معلومات المخابرات التي استعانوا بها في تقييماتهم.
ولكن معلومات المخابرات قد تزيد، إذا أمكن نشرها، الضغوط على الولايات المتحدة والسعودية وبلدان أخرى للرد على الهجوم.
وعبر أحد المسؤولين الثلاثة، الذي تحدث عن أنظمة شن الهجمات، عن ثقته بأن جمع الرياض للمواد في أعقاب الهجمات سيسفر عن "أدلة جنائية دامغة… ستوضح من أين جاء هذا الهجوم".
ويساعد فريق أمريكي السعودية في تقييم الأدلة من الهجوم، الذي أعلن الحوثيون في اليمن المسؤولية عنه.
وتنفي إيران أي دور لها في الهجوم على أكبر معمل لتكرير النفط الخام في العالم، والذي أوقف نصف إنتاج النفط السعودي.
الولايات المتحدة أمام معركة شاقة
وقال بروس ريدل، الخبير السابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية والخبير في شؤون الشرق الأوسط، إن الولايات المتحدة أمام معركة شاقة لإقناع حلفائها. وانتقد ترامب نفسه أحياناً وكالات المخابرات الأمريكية، وخسرت الولايات المتحدة المصداقية بتبريرها غزو العراق بناء على مزاعم كاذبة بأن بغداد لديها أسلحة دمار شامل.
وقال ريدل: "تتحمل الإدارة عبء إثبات أن مزاعم الحوثيين غير صحيحة".
وأضاف: "بالنظر إلى تاريخ الإدارة في تقويض مجتمع مخابراتها فلماذا يتعين علينا تصديقهم الآن؟".
وفي دلالة على أن حلفاء للولايات المتحدة لا يزالون غير مقتنعين، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إنه غير متأكد إن كان لدى أي شخص أي دليل يقول إن الطائرات المسيرة "جاءت من هذا المكان أو ذاك".
وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي العالمي، العام الماضي، وإعادة فرض عقوبات على صادراتها النفطية.
وقال مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، إن الولايات المتحدة تعكف على تقييم الأدلة التي تشير إلى وقوف إيران وراء الهجمات على منشأتي النفط السعوديتين، وتقف على أهبة الاستعداد للدفاع عن مصالحها وعن حلفائها في الشرق الأوسط.
وأضاف بنس: "نحن نقيم الأدلة، ونتشاور مع حلفائنا، وسوف يحدد الرئيس (دونالد ترامب) أفضل مسار للعمل في الأيام القادمة".