شهدت الانتخابات الرئاسية منذ الساعات الأولى لانطلاقها في العاصمة تونس، إقبالا كثيفاً من الناخبين، خاصة في صفوف الفئات العمرية من الكهول والشيوخ.
وبدأ التونسيون اليوم الأحد 15 سبتمبر/أيلول 2019، التصويت في انتخابات رئاسية يصعب التنبؤ بنتيجتها، فيما تسيطر المشاكل الاقتصادية للديمقراطية الوليدة على اهتمامات الناخبين، وفقاً لوكالة رويترز.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابَها الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي (07:00 بتوقيت غرينتش) من العاصمة تونس، حيث يتنافس على كرسي الرئاسة 24 مرشحاً في السباق، بعد انسحاب المرشح محسن مرزوق عن حزب مشروع تونس، والمرشح عن حزب الوطن الجديد سليم الرياحي، لفائدة المرشح المستقل وزير الدفاع عبدالكريم الزبيدي.
إقبال متفاوت للشباب
وتشمل قائمة المرشحين بعض أكبر الأسماء في تونس، ومنهم رئيس الوزراء الحالي يوسف الشاهد، ورؤساء حكومات سابقون، بالإضافة إلى عبدالفتاح مورو من حركة "النهضة"، ووزير الدفاع الزبيدي.
وأشارت إشراق رحومة، ناخبة في مركز الاقتراع بسيدي حسين 2 (الضاحية الغربية للعاصمة) إلى وجود إقبال مكثف على الانتخابات، منذ افتتاح مركز الاقتراع.
وقالت إن الشيوخ كانوا من الفئات البارزة، فيما تعد نسبة الشباب ضعيفة، خلال الساعات الأولى للاقتراع، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
وأضافت رحومة: "نلاحظ تدخلاً من بعض العمد بالمنطقة لتوجيه الناخبين للتصويت لصالح أحد المترشحين، وهذا يعتبر خرقاً لنزاهة العملية الانتخابية، واستغلالاً لمؤسسات الدولة" .
فيما بيّن الناخب عماد الطنفوري، عقب إدلائه بصوته بمركز الاقتراع نهج مرسيليا (وسط العاصمة) أنه لاحظ "إقبالاً جيداً للشباب على التصويت، على عكس ما تم رصده ببعض مراكز الاقتراع في ضواحي العاصمة" .
وقال الطنفوري إن "الحبر الانتخابي المستعمل بمكتب الاقتراع الذي زرته غير فاعل من حيث الجودة، بحكم أنه قابل للإزالة بسهولة في غضون دقائق، ولا يمكن تحديد أثره، خلافاً لما هو معتاد في السابق" .
إجراءات أمنية مشددة
وتم إقرار جملة من الإجراءات الأمنية المشدَّدة لحماية مراكز الاقتراع بالتشارك بين عناصر الشرطة والجيش الوطني.
كما تم تمكين المراقبين والملاحظين نيابة عن المترشحين وعن المجتمع المدني والصحفيين والجمعيات والمنظمات المحلية والدولية من متابعة العملية الانتخابية من داخل مكاتب الاقتراع، وذلك لضمان نزاهة وشفافية الانتخابات.
وكانت السلطات قد خصَّصت 70 ألف شرطي، و35 ألف جندي لتأمين الانتخابات.
ومن المنتظر أن يشارك في هذه الانتخابات قرابة 7 ملايين مواطن من المسجلين في السجل الانتخابي داخل البلاد وخارجها، وسيتم الإعلان الليلة عن النتائج، حسب عمليات سبر الآراء، فيما ستعلن هيئة الانتخابات عن النتائج الأولية، الثلاثاء القادم.
وبعد حملة انتخابية بدأت في 2 سبتمبر/أيلول الجاري، دخلت تونس، أمس السبت، صمتاً انتخابياً استعداداً للاقتراع اليوم الأحد.
كما انطلق مساء الخميس الماضي، تصويت التونسيين في الخارج من مدينة سيدني الأسترالية، ليستمر حتى الأحد، وستكون مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية آخر مدينة أجنبية يصوت فيها التونسيون.
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين بالخارج 384 ألف ناخب وناخبة، فيما تجاوز عدد نظرائهم بالداخل سبعة ملايين.
وقالت هيئة الانتخابات التونسية في مؤتمر صحفي، إن نسبة تصويت التونسيين في الخارج، وصلت إلى 10.8% منذ يوم الجمعة الماضي، حتى الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش من اليوم الأحد.