صحيفة تركية: تفاصيل تسجيلات جديدة عن عملية التخطيط لقتل خاشقجي

نشرت صحيفة "صباح" التركية، اليوم الثلاثاء 10 سبتمبر/أيلول 2019، تفاصيل جديدة تُكشف للمرة الأولى، عما جرى قبل عملية قتل الصحفي السعودي البارز، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول.

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/10 الساعة 10:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/10 الساعة 10:42 بتوقيت غرينتش
الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي لحظة دخوله لقنصلية بلده في إسطنبول قبل أن يُقتل فيها - مواقع التواصل

نشرت صحيفة "صباح" التركية، اليوم الثلاثاء 10 سبتمبر/أيلول 2019، تفاصيل جديدة تُكشف للمرة الأولى، عما جرى قبل عملية قتل الصحفي السعودي البارز، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول. 

وذكرت الصحيفة حواراً دار في القنصلية السعودية بإسطنبول، تم العثور عليه من "تسجيلات"، ويدور الحوار حول خطط تنفيذ قتل خاشقجي خلال الفترة الممتدة ما بين 28 سبتمبر/أيلول حتى يوم قتل خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بحسب ما ترجم موقع "عربي 21".

وقالت الصحيفة التركية إن الحوارات تظهر تلقّي القنصل العام السعودي محمد العتيبي، أوامر حول جريمة القتل من مكتب سعود القحطاني المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي.

وبدأ مخطط قتل خاشقجي عندما وصل في 28 سبتمبر/أيلول  2018 إلى مبنى القنصلية في إسطنبول، وحينها قام مدير رئاسة الاستخبارات العامة والموظف في القنصلية شفيع المزيني، بإرسال رمز عاجل إلى الرياض.

وتوضح الصحيفة التركية أنه إثر ذلك، جرى حواران منفصلان بين المزيني، وقائد مجموعة التفاوض في فريق الإنفاذ، ماهر مطرب، في الساعة 14:22 و14:27 من اليوم ذاته.

وأكدت الصحيفة أنه قبل يوم واحد من وصول خاشقجي، أي في 27 سبتمبر/أيلول 2018، قامت وحدات استخباراتية تقنية بإجراء فحص داخل القنصلية السعودية، حيث أجرت بحثاً حول ما إذا كان هنالك "أجهزة التنصت"، إلا أنها لم تعثر عليها.

ولفتت الصحيفة إلى أن الفريق الاستخباراتي التقني عاد إلى الرياض في 29 سبتمبر/أيلول الماضي، في تمام الساعة 17:15 مساء.

وفي 28 سبتمبر/أيلول 2018، وقبل مغادرة خاشقجي إسطنبول في الساعة 2:40 مساء، تواصل معه المسؤولون السعوديون، وطلبوا منه مراجعة القنصلية في 2 أكتوبر/تشرين الأول وتم إرسال تلك المعلومات إلى الرياض.

الترتيب لعملية القتل

بعد إخطار خاشقجي، جرت محادثة هي الأولى بين مطرب ومزيني، وقال مطرب إنه أرسل تعليمات "حاتم" و(يقصد هنا القحطاني)، إلى مكتب الاتصالات.

ومكتب الاتصالات الذي يترأسه سعود القحطاني هو المكتب الذي يدير جيوش الترولات "جيوش التواصل الاجتماعي" التي تشبه جيوش الذباب.  

وذكرت الصحيفة أن المحادثة بين المزيني ومطرب حول خاشقجي تضمنت التالي:

"نعم.. لقد انصدمنا جميعاً. لقد تحدثت معه وسألته عن حاله فقط.. لا يوجد شيء رسمي حوله، ولكنه من الواضح أنه أحد المطلوبين، ولكننا لم نتلقّ أي خطاب خطي حوله من إدارتنا".

وفي اليوم ذاته، أي 28 سبتمبر/أيلول 2019، في تمام الساعة 19:08، اتصل أحد المسؤولين من مكتب القحطاني في الرياض بالقنصل العام السعودي في إسطنبول.

وأبلغ الشخص المسؤول من مكتب القحطاني العتيبي عن وجود "مهمة خاصة وسرية جداً".

وقال العتيبي، بحسب صحيفة صباح: "اتصل بي رئيس أمن الدولة، توجد مهمة، وبسبب خصوصيتها يريدون شخصاً من البروتوكول الخاص بكم، وبالإمكان إصدار تصريح خاص له وترتيب ما يلزم".

وشددت الصحيفة على أن هذه الجُمل "تؤكد تورط ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بالجريمة، فلا يمكن أن يصدر رئيس أمن الدولة تعليمات دون أي موافقة منه".

المزيني يدخل في المهمة

وخلال المحادثة بين العتيبي والمسؤول في مكتب القحطاني، تم التساؤل حول مدى موثوقية الشخص الذي سيتم إرساله إلى الرياض من أجل المهمة.

وبحسب الصحيفة التركية، فإن الشخص الذي تم التحدث حوله هو المزيني، وأنه طلب منه الحضور إلى الرياض بشكل عاجل، لأن العملية عاجلة جداً، والمراسلات الكتابية حولها قد تطول.

وقال: "إذا كانت المهمة تتعلق بالأمن فهناك العسيري، وتحدث عن شخص هويته ومهمته غير معروفتين"، وأجاب القنصل العتيبي: "إن المهمة تتعلق بالأمن".

وأضاف المسؤول في مكتب القحطاني: "المهمة تحتاج لأحد يتحمل المسؤولية. نحتاجه فقط لأربعة أو خمسة أيام. وسوف نرتب له كل شيء. أرسل لي رقمه، وأنا سأرسله لهم بعد ساعة ليتواصلوا معه".

محادثة ما قبل القتل

وتابعت الصحيفة أنه في تمام الساعة 20:04 مساء، اتصل العتيبي بالمزيني، وهذا ما جرى بينهما:

– المزيني: هل يوجد هناك خطب ما؟

– العتيبي: نعم. يجب أن أرسلك إلى الرياض بشكل عاجل للمشاركة في دورة تدريبية (ويقصد هناك الاستعدادات لجريمة خاشقجي). لقد اتصلوا بي من الرياض، وأرادوا منِّي إيفاد أحد المعاونين لي، إلا أن المسألة سرية ولا يجب أن يعرف أحد بالأمر".

المزيني: هل يوجد شيء هناك؟

العتيبي: لا.. توجد مسألة معينة، والتطورات متسارعة حولها.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأول من أكتوبر/تشرين الأول في تمام الساعة 21:48، جرى حوار بين اثنين من الموظفين السعوديين (لم تحددهما)، وكان كالتالي:

– الأول: "غداً ستأتي لجنة من المملكة السعودية، سيفعلون شيئاً في القنصلية، وهناك أمر ما، في أحد المكاتب في الطابق الذي أعمل به".

– الثاني: "تمام.. هل تعتقد أن الأمر سيشمل الطابق الأول أيضاً؟".

– الأول: "لا، بجوار المكتب الذي أعمل به، هناك أعمال فيه ستستمر يومين أو ثلاثة، ولن يتواجد فيه أحد من العاملين فيه".

– الثاني: "حسناً، سأكون في القنصلية في تمام الساعة 08:00 صباحا".

دخول خاشقجي للقنصلية

وكانت صحيفة "صباح" قد نشرت، أمس الإثنين، تفاصيل حول قتل خاشقجي، وكشفت عن مضمون تسجيلات صوتية جديدة جرت بين مُغتالي خاشقجي داخل القنصلية السعودية، من بين ما جاء أحدهم يقول لزميله:  "هل وصل حيوان الأضحية؟" وهل يسع الكيس الجسم؟

وهذا الحوار كان قبل دخول خاشقجي بـ12 دقيقة، أي الساعة الـ13:02 ظهراً، وجرى بين رئيس وفد التفاوض ماهر عبدالعزيز مطرب، وصلاح محمد الطبيقي الذي قام بتقطيع الجثة.

وقتل خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، في قضية هزت الرأي العام الدولي وأثارت استنكاراً واسعاً لم ينضب حتى اليوم.

وكانت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان نشرت في وقت سابق تقريراً أعدته مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء، أغنيس كالامار، من 101 صفحة، وحمّلت فيه السعودية مسؤولية قتل خاشقجي عمداً، مؤكدة وجود أدلة موثوقة تستوجب التحقيق مع مسؤولين سعوديين كبار، بينهم ولي العهد محمد بن سلمان.

وذكر تقرير كالامار أن "مقتل خاشقجي هو إعدام خارج نطاق القانون، تتحمل مسؤوليته السعودية".

كما أوضح أن العقوبات المتعلقة بمقتل خاشقجي يجب أن تشمل ولي العهد السعودي وممتلكاته الشخصية في الخارج، داعياً الرياض إلى الاعتذار من أسرة خاشقجي أمام الرأي العام، ودفع تعويضات للعائلة.

تحميل المزيد